شهدت أغلب محطات الوقود في قسنطينةوبرج بوعريريجووهرانومستغانم أمس طوابير لا منتهية للسيارات التي حجزت أماكنها منذ الساعات الأولى لصباح أمس، في ظل شح البنزين الممتاز منذ 3 أيام والبنزين العادي منذ أول أمس ما دفع بأغلب أصحاب المركبات لركن مركباتهم والاحتفاظ بالاحتياطي القليل من الوقود تحسبا لأي طارئ. أكد أصحاب المحطات بقسنطينة نفاد المخزون خاصة تلك المتواجدة على طريق المدينة الجديدة علي منجلي، المنطقة الصناعية، حي بوصوف وغيرها من المحطات، مرجعين السبب لقلة التمون من مركز نفطال بونوارة، مشيرين إلى كثرة الطلب مقابل قلة العرض، وهو ما أكده مصدر مطلع ل ”الخبر” بإعلانه عن ضخ 6 آلاف متر مكعب من الوقود كل 24 ساعة مقابل استهلاك 7 آلاف متر مكعب يوميا. وذكر ذات المصدر أن الأزمة من شأنها أن تقل شيئا فشيئا بعد إنجاز الخزانات الجديدة في مشروع التوسعة الذي أشرف على انطلاقه وزير الطاقة والمناجم منتصف الشهر المنصرم، والذي من شأنه توسيع طاقة تخزين مشتقات النفط بوضع حجر الأساس لمركب نفطال بونوارة بلدية أولاد رحمون، وكذا تحديث حاويات التخزين للرفع من طاقتها وربطها بمركب سكيكدة، كما أشرف فيها على مشروع استغلال نقطة ثانية في منطقة بونوارة لإنتاج كربونات الكالسيوم من أجل رفع إنتاجها لتمويل مختلف محطات تحلية مياه البحر في الجزائر، والتي تعتمد على ذات المركب بنسبة 100% إضافة إلى الاستعداد للمساهمة في إنجاز مختلف مشاريع الولاية تحضيرا لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية. وفي برج بوعريريج تشكلت خلال اليومين الأخيرين طوابير طويلة أمام محطات الوقود، حيث أكد أصحاب هذه الأخيرة أن إشاعة راجت في شوارع المدينة مفادها توقف تموين المحطات بالمازوت جراء أشغال ترميم مركز التخزين، وهي الإشاعة التي ألهبت الشارع، ودفعت أصحاب المركبات إلى ملء خزاناتهم ليلة أول أمس، والساعات الأولى من اليوم الموالي، ما أدى إلى نفاد المخزون في ظرف قياسي. كما أشار البعض إلى تزامن الأزمة مع انطلاق حملة الحصاد والدرس، كما تسببت الشاحنات العابرة للولاية في تعقيد الوضع على مستوى المحطات المحاذية للطريق السيار والطرق الوطنية وتسببت في طوابير طويلة أدت إلى حدوث مناوشات بين السائقين، وأكد مصدر من مؤسسة التوزيع أن الوضع سينفرج ابتداء من اليوم الخميس. وفي الجهة الغربية من البلاد انتقلت أزمة الوقود إلى ولاية مستغانم، التي عرفت بها مختلف محطات توزيع البنزين العمومية والخاصة منذ مساء أول أمس حالات اضطراب وفوضى وطوابير المركبات، حيث انتظر الزبائن أكثر من ساعة للتزود. وسادت لحظات توتر خوفا من انتقال عدوى أزمة الوقود من ولايات وهران وتلمسان وسيدي بلعباس وعين تموشنت إلى مستغانم. وأمام انتشار الإشاعة بسرعة البرق وخوفا من الندرة سارع مئات المواطنين للتزود بمختلف أنواع الوقود من عادي وممتاز ودون رصاص وبدرجة خاصة المازوت، إلا أن ظاهرة الطوابير زالت صباح أمس الأربعاء رغم أن الإشاعة لا تزال حديث الخاص والعام خوفا من انتقال الحلابة إلى مستغانم التي لم تعرف من قبل ظاهرة تهريب الوقود. وفي وهران مازالت الطوابير سيدة الموقف في كل محطات توزيع الوقود بالولاية، رغم وفرة الوقود فيها. في حين توقفت الكثير من المحطات الصغيرة عن النشاط لأكثر من أربعة أيام، منها تلك التي توجد في وسط المدينة. وعلمت ”الخبر” أن مؤسسة نفطال فتحت تحقيقا في ممارسات الشركات الخاصة المتعاقدة معها في مجال تموين المحطات بمختلف أنواع الوقود، بعد أن كشفت أزمة الأسبوعين الأخيرين أنهم لا يلتزمون بدفتر شروط التعامل في هذا المجال، وهذا بعد أن اشتكى كثير من مسيري المحطات من ممارسات بعض الموزعين، الذين كانوا يحولون الوقود الموجه إليهم إلى محطات أخرى كما حصل مع إحدى محطات دائرة عين الترك، التي ”يمونها الناقلون كما يريدون وليس حسب طلباتها”.