يبدو أن المصالحة المصرية التركية، باتت قاب قوسين أو أدنى، تعززها قمة رباعية مصرية تركية قطرية سعودية بالرياض، في محاولة لرأب الصدع بين الأنظمة الثلاثة "مصروتركيا وقطر"، برعاية ووساطة سعودية، خاصة مع تزامن زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الرياض، بزيارة نظيره التركي رجب طيب أردوغان، وكذا زيارة العاهل الأردني إلى مصر. تتداخل الأسباب والمصالح وراء هذه المصالحة التي باتت وشيكة أكثر من أي وقت مضى، خاصة في ظل التطورات التي تعيشها المنطقة، واستشراء تنظيم ”داعش” والقاعدة اللذان يهددان أمنها واستقرارها، ناهيك عن الخطر الذي يواجه الرياض من ناحية اليمن، خاصة بعد هجوم زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، على السعودية وحزب الإصلاح المحسوب على الإخوان، وحديثه عن تعديلات في العلاقات الخارجية لليمن، وإعلانه أن اليمن لا يعاني عزلة دولية، بل بات منفتحا نحو أفق أوسع، والإشارة إلى إمكانية الاستعانة بإيران. ولا يمكن أن تخرج بنود المصالحة المرتقبة عن مصالحة مصر مع جماعة الإخوان المسلمين، بالنظر إلى أن تركيا وقطر تدعمان وبقوة الجماعة عربيا وإقليميا ودوليا، وكان ذلك سببا في توتر العلاقات مع مصر بعد الإطاحة بنظام الرئيس المصري المعزول محمد مرسي. ويرى محللون وخبراء استراتيجيون، أن مبادرة الرياض للتقارب المصري القطري التركي، لملمة القطب السنّي في مواجهة طهران تحت مظلة إقليمية أكبر وأقوى، ومواجهة داعش والحوثيين وحزب الله، مما يتطلب توحدا عربيا وإعادة النظر في العلاقة مع الإخوان، على اعتبار أنهم فاعلين أمام هذه التحديات، كما حدث في الأردن. وفي السياق، قال الدكتور مصطفى زهران، المحلل السياسي والمتخصص في الشؤون التركية، إن تزامن زيارة السيسي وأردوغان إلى الرياض ليست صدفة، وإنما تأتي في إطار مساعٍ لبدء حوار مصالحة بين مصر وتركيا، برعاية سعودية، مستبعدا لقاء السيسي وأردوغان بالنظر إلى الهجوم الحاد من أردوغان ضد الرئيس المصري، ولأردوغان حساسية تجاه السيسي ويعتبره بمثابة حجر عثرة في المشهد السياسي. وأضاف في تصريح خص به ”الخبر”، ”مما لا شك فيه زيارة الرئيس السيسي ونظيره التركي لها أكثر من دلالة، وتؤكد أنه تم التنسيق بشكل مباشر أو غير مباشر، لغرض ما، فمنذ وصول العاهل السعودي الجديد سلمان بن عبد العزيز للسلطة، بات واضحا وجود تغيّرات في المشهد الإقليمي والعربي بالنظر للملفات الساخنة التي تشترك فيها الدول الخليجية والعربية، مما يستدعي إعادة النظر في العلاقات المصرية التركية بوساطة سعودية، خاصة بعد تصريحات رئيس الوزراء التركي داوود أوغلو التي قال فيها إن تراشق الألفاظ والاتهامات بين القاهرة وأنقرة لا تصبّ في مصلحة الجميع.