أكد عبد القادر مساهل، الوزير المنتدب للشؤون المغاربية والإفريقية، أمس، أن الجزائر تعمل بنشاط حثيث ودبلوماسية هادئة وثابتة، بالتنسيق الدائم مع الأممالمتحدة، اعتبارا للحساسية بين الفرقاء الليبيين، مشيرا إلى أن جلسة الحوار الوطني الليبي التي ستنطلق اليوم الثلاثاء بالجزائر، تهدف إلى بعث مسيرة المفاوضات، وفي مقدمتها الوحدة الترابية والتمسك بالسيادة الوطنية الليبية، ورفض التدخل الخارجي، وبناء الدولة العصرية. أشار مساهل، خلال الكلمة التي ألقاها أثناء مشاركته في أشغال الدورة ال143 لاجتماع وزراء الخارجية العرب، بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة، تحضيرا للقمة العربية التي ستحتضنها مدينة شرم الشيخ المصرية يومي 28 و29 من الشهر الجاري، إلى جلسة الحوار الهامة التي ستحتضنها الجزائر اليوم، بحضور قادة أحزاب سياسية ليبية ونشطاء سياسيين تحت رعاية الأممالمتحدة والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، برناردينو ليون، مؤكدا أن الجزائر تقف على مسافة واحدة من جميع الفرقاء الليبيين، وتسعى لحوار وطني حقيقي وفاعل يجمع كل الليبيين، وتدين وتكافح الإرهاب بكافة أشكاله. وفي السياق، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، ضرورة إنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة لمواجهة الإرهاب وأنشطة المنظمات الإرهابية، التي تواجهها الدول العربية، كما أكدت مصر على ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة الذي يعاني أزمة اقتصادية طاحنة. وجاء جدول أعمال الوزراء العرب مزدحما بالعديد من القضايا العربية المهمة، حيث تصدرته مستجدات القضية الفلسطينية، كما تم بحث تقديم طلب عربي جديد لمجلس الأمن لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وبحث وزراء الخارجية تطورات الإرهاب بالمنطقة في ظل تمدده، وبحث دعوة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لإنشاء قوة عربية مشتركة، إضافة إلى تطورات الأوضاع في كل من ليبيا وسوريا واليمن والعراق وأزمة جزر الإمارات، وكذا الجوانب التنظيمية وإصلاح الجامعة العربية. وعلى هامش زيارته للقاهرة، أجرى عبد القادر مساهل مشاورات ثنائية مع وزير الخارجية المصري، سامح شكري، بحضور رئيسي مخابرات البلدين، وذلك في إطار التشاور المستمر بين الجزائر والقاهرة حول القضايا ذات الاهتمام المشترك والأزمة في ليبيا وإعادة اللحمة الوطنية، قبل ساعات عن انطلاق أول جلسات الحوار بين الفرقاء الليبيين في الجزائر، بمشاركة عدد من رؤساء الأحزاب الليبية والنشطاء السياسيين وعدد من ممثلي القبائل والعشائر. وشددت الجزائر ومصر على أهمية الحل السياسي للأزمة الليبية، جنبا إلى جنب مع جهود مكافحة الإرهاب، واتفق الجانبان على تنسيق جهودهما للمساهمة في حفظ الاستقرار الإقليمي، مع التأكيد على أن الوضع في ليبيا يحتاج لتضافر كافة الجهود، سواء على المستوى الثنائي أو على مستوى دول الجوار والأممالمتحدة.