يقوم الجهاز التناسلي للمرأة بوظائف عدة ويفرز هرمونات مختلفة، ويتشكل من مجموعة من الأعضاء التي لها أدوار كثيرة ومعقدة، وأبرز هذه الأعضاء الرحم. إن الرحم عضو في منتهى الأهمية عند المرأة، لأنه المهد الذي يحمل الجنين ويحميه ويغذيه طوال 9 أشهر حتى يكتمل نموه ويصبح قادرا على اقتحام الطبيعة ومقاومة قساوتها وتجاوز معاناتها. وهذا العضو الحساس في نشاط مستمر منذ سن البلوغ إلى سن اليأس، حيث يخضع في كل دورة شهرية لتغيرات بنيوية وفيزيولوجية، كانتفاخ جداره الداخلي وتشبعه بالدم لاستقباله البويضة الملقحة التي قد تأتي أو لا تأتي مع الإفرازات الهرمونية من قِبل المبيضين وباقي الغدد الأخرى التي تساهم في تثبيت البيضة الملقحة على جدار الرحم لكي يبدأ الحمل. يتكون الرحم من جسم وعنق، ويتصل من جهة مباشرة بالمهبل لاستقبال النطاف ومن جهة أخرى بالمبيضين بواسطة قناة فالوب لاستقبال البويضة التي قد يتم تلقيحها من قِبل إحدى النطاف التي تأتي بالملايين لكن واحدة فقط تقوم بهذه المهمة لتصبح البويضة ملقحة، فيتم تثبيتها على جدار الرحم الذي يخضع منذ هذه اللحظة لتأثيرات هرمونية تؤدي إلى نمو الجنين من جهة وتوسع الرحم من جهة أخرى تدريجيا طوال الأشهر المتتالية إلى حد الشهر التاسع حيث تتم الولادة. أما إذا لم يتم تلقيح البيضة فسرعان ما تسقط مخاطية الرحم ويتلاشى انتفاخها، وتعود إلى بنيتها الأولية في انتظار إعادة الشيء نفسه في الدورة المقبلة، حيث نشاهد تكرار هذه العملية مرة في كل شهر إلى حد بلوغ المرأة سن اليأس حيث تتوقف عملية الإباضة نهائيا، وبذلك يتوقف الرحم عن نشاطه، فلا ينتفخ ولا يتشبع بالدم ولا يحدث الحيض نهائيا. الرحم معرّض لأمراض عدة قد تعيق عملية التلقيح ووقوع الحمل، كالأمراض العدوية التي كثيرا ما تتسبب في سقوط الجنين، أو إصابته بأورام كالفيبروم الذي يعيش معه الحمل، أو أحيانا أخرى إصابته بالسرطان، ولهذا فإن المرأة بحاجة إلى القيام بفحوصات وتحاليل بصفة دورية لتفادي وتجنب عدة مضاعفات قد تكون السبب في عدم وقوع الحمل.