قد يعود سبب عدم الإنجاب إلى شذوذ الأعضاء التناسلية، أو إلى نقص الجماع، أو عدم القيام به كما يجب وفي الوقت المناسب، إضافة إلى مسببات أخرى، ذات الصلة مباشرة بمشكل عضوي أو هرموني وغيرهما. إن عملية الإنجاب مرهونة بعوامل عدة، سواء بصفة مباشرة أو غير مباشرة، كعملية الإباضة (التبويض) عند المرأة التي من المفروض أن تحدث مرة في كل دورة شهرية، زائد الإفرازات الهرمونية، وإفرازات المهبل أو جدار الرحم.. ثم دور مني الرجل (الحيوانات المنوية) الذي يجب أن يكون حاملا لعدد كاف من النطاف، وقدرة هذه الأخيرة على الحركة بسرعة والنشاط والحيوية. وزيادة على هذه العوامل، فإن للعامل النفسي دورا مهما أيضا. إن عدم الإنجاب نوعان: النوع الابتدائي الذي يتمثل في عدم حدوث الإنجاب إطلاقا منذ بداية الزواج، والنوع الثاني الذي يكون فيه الإنجاب قد حدث ولو مرّة واحدة منذ بداية الزواج. الكثير من الإصابات العدوية التي تصيب المرأة قبل أو خلال الزواج يمكنها أن تعيق عملية الإنجاب في حالة إهمالها، وتطوّرها دون معالجة ولا تشخيص، كالتهاب الرحم أو عنق الرحم أو المبيضين أو قناة “فالوب”.. هذه الأضرار التي لا تعطيها المرأة أهمية قد تتطوّر إلى الانسداد أو الالتصاق وغيرها التي تعيق عملية الإباضة، أو قد يعود ذلك إلى إتلاف وظائف غدة من الغدد، مثل الغدة النخامية أو الغدة الكظرية أو حتى المبيض ذاته. هذا زيادة على بعض الأسباب التي تعود إلى الرجل، كعدم صلاحية الحيوانات المنوية، أو قلة عددها، أو عدم وجودها إطلاقا، لأن الخصيتين غائبتان، أو لا تعملان مثلما يجب، وأحيانا قد تكون القناة الناقلة للنطاف هي السبب لأنها غير نافذة، أو حتى غدة البروستات التي لا تصنع المني بكميات كافية. وأخيرا، قد يعود سبب عدم الإنجاب إلى شذوذ الأعضاء التناسلية، أو إلى نقص الجماع، أو عدم القيام به كما يجب وفي الوقت المناسب. إن الفحوصات والتحاليل عند كل من الرجل والمرأة (الزوج) ضرورية في مثل هذه الحالة حتى يتم تشخيص سبب عدم الإنجاب أو تأخره، ومتابعة العلاج طول المدة اللازمة لذلك، والبقاء تحت المراقبة الطبية، ومتابعة نصائح الطبيب المختص وتوجيهاته إلى حد الوصول إلى النتيجة المرجوّة.