فتحت مصالح الأمن الوطني في عنابة تحقيقا لكشف ملابسات حادث التخريب والحرق المتعمد من طرف مجهولين لمركز توزيع الهاتف الثابت والأنترنت الواقع بمنطقة ما قبل الميناء التجاري، الذي تسبب في عزل هاتفي تام للمئات من الزبائن والمؤسسات العمومية والأمنية والعسكرية، على غرار المديرية الجهوية للجمارك وشرطة الحدود ومؤسسة تسيير الميناء وبعض المؤسسات الإعلامية المتواجدة بالقرب من مكان وقوع عملية التخريب. وباشرت مصالح الأمن، في 7 أفريل الجاري، بعد تلقيها بلاغا من إدارة اتصالات الجزائر، تحرياتها، حيث تم إرسال فرقة أمنية متكونة من ضباط في الشرطة العلمية لرفع البصمات والبحث عن دليل مادي يمكن ضباط الشرطة القضائية من التوصل إلى أفراد هذه العصابة الذين استغلوا تأخر وضع مشروع تزويد المدينة والمناطق الحساسة بنظام كاميرات المراقبة لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية، لاسيما أن محيط الميناء التجاري يعج بمؤسسات أمنية وعسكرية واقتصادية هامة. وكشفت مصادر متابعة للملف أن عملية الحرق والتخريب وقعت في حدود الساعة السادسة مساء، ما يعزز فرضية الفعل العمدي، حيث تنقلت مصالح الحماية المدنية إلى عين المكان لإخماد هذا الحريق الذي مس مركزا هاتفيا يبعد عن المديرية الجهوية للجمارك وشرطة الحدود بحوالي 200 متر فقط. وعلمت ”الخبر” أن مصالح الشرطة لم تتوصل، بعد مرور أكثر من 5 أيام، إلى معرفة وتحديد هوية من قاموا بعملية حرق وتخريب المركز الهاتفي، بالنظر لصعوبة المهمة وغياب تام لأبسط دليل يقودهم إلى معرفة الفاعلين الذين قاموا، حسب المعاينة الميدانية، بفتح أبواب المركز الهاتفي وتمزيق الكوابل الهاتفية الخارجية والباطنية وإضرام النار فيها، ما أدى إلى تضرر تام لكوابل الألياف البصرية المستخدمة في تزويد الزبائن بخدمة الأنترنت. وتسببت عملية الحرق والتخريب للمركز الهاتفي المتواجد بالقرب من الجسر المؤدي إلى حي الخروبة، في تعطل الخدمة الهاتفية والتزويد بشبكة الأنترنت لحوالي 370 زبون لمدة تفوق 5 أيام، دون أن يتمكن إطارات المصلحة التقنية لمديرية اتصالات الجزائر من إصلاح العطب. وحسب مصادرنا، فقد تقدمت عدة مؤسسات بشكاوى إلى المديرية المعنية للإسراع في إصلاح العطب، ما دفع بعضها كالمديرية الجهوية للجمارك للجوء إلى ولايات أخرى من أجل إرسال البرقيات والتقارير الدورية إلى المديرية العامة ومختلف المصالح التابعة لها. وشرعت اتصالات الجزائربعنابة، عبر بيان رسمي، إلى إخطار زبائنها بنشوب حريق في تجهيزات تابعة لاتصالات الجزائر والمتواجدة في طريق ما قبل الميناء، ما أدى إلى تعطل الخطوط الهاتفية والأنترنت، مع رفع ذات المديرية شكوى لدى مصالح الأمن من أجل فتح تحقيق لمعرفة أسباب وظروف الحريق. وإثر ذلك، سارعت فرق اتصالات الجزائر لمكان الحادث بهدف تغيير التجهيزات المتضررة والعمل بجهد كبير لإعادة الاتصال بالهاتف والأنترنت في أقرب الآجال، بعد الاضطرابات الناتجة عن هذا الاعتداء، مؤكدة، حسب نفس البيان، تسخير كل الموارد البشرية والتقنية لإصلاح العطب.