قدرت المصالح التقنية لمؤسسة اتصالات الجزائر بوهران، حجم الخسائر التي لحقت بها خلال هذ السنة، بما لا يقل عن 3.3 ملايير سنتيم، جراء مختلف العمليات التخريبية التي مست الكوابل الهاتفية قصد سرقة مادتها المعدنية، التي أصبحت تستهوي كثيرا العاملين في مجال تصدير النفايات الحديدية، وغير الحديدية عبر الموانئ أو حتى الحدود البرية· وحسب المدير الإقليمي لمؤسسة الجزائرية للاتصالات، فإن هذه الحالات تم تسجيلها على مستوى العديد من المناطق، خاصة النائية منها والتابعة لأربع وحدات فقط تضم 415 وكالة تجارية موزعة عبر نقاط مختلفة بالولاية· وقد أوضح العديد من المهندسين والتقنيين العاملين في مجال الربط الهاتفي، أن تخريب هذه البنى التحتية وسرقة الكوابل الهاتفية المكونة من الألياف البصرية، ألحقت ضررا كبيرا بأكثر من 14960 زبونا، عزلوا بصفة مؤقتة عن العالم الخارجي، لعدم تمكنهم من استعمال الهاتف أو الانترنت·· الخ··· وهذا كله بسبب إتلاف الشبكة الهاتفية التي تربط هؤلاء الزبائن بالمراكز الهاتفية··· أما على مستوى المصالح المكلفة بالتعطلات، فإنه يتم يوميا تسجيل العديد من الحالات الواجب تصليحها في أقرب الآجال، كما يرجع أحد تقنيي القطاع استفحال هذه الظاهرة -السرقة - إلى رفع تجميد تصدير النفايات الحديدية وغير الحديدية، وأكثر الحالات المسجلة يتم على مستوى المناطق الصناعية (السانيا، حاسي بونيف وحاسي عامر وأرزيو)، وكذا البلديات الريفية النائية وشبه الحضرية المتواجدة بالمناطق المعزولة، ولعل آخر عملية تم تسجيلها على مستوى بلدية بوتليليس، هي تخريب مركز هاتفي وسرقة ما يعادل 1000 متر من الكوابل اعتقادا بأن هذه الكوابل تحتوي على النحاس، وهذ ا رغم اعتماد مؤسسة اتصالات الجزائر على إدخال تقنية الألياف البصرية بدل الكوابل النحاسية، كإجراء عملي للحد من ظاهرة السرقة التي طالت بشكل خطير وملفت الكوابل النحاسية، إلا أن الأمر زاد حدة· ولمحاربة هذه الظاهرة السلبية التي تضرب التنمية المحلية في العمق، وتمنع مواصلة تجسيد البرامج التنموية في إنجاز وتهيئة البنى التحتية، تسعى مديرية اتصالات الجزائر إلى تنظيم حملات تحسيسية واسعة النطاق، للتأكيد على سلبيات السرقة وانعكاساتها الكبيرة على المواطن البسيط.