استهدف مجهولون المركز الهاتفي لمنطقة ما قبل الميناء وسط مدينة عنابة، بحر الأسبوع الماضي، بتخريبه كليا وإضرام النار فيه، ما أدى إلى قطع التغطية الهاتفية ونظام الأنترنت، على أحد المناطق الإستراتيجية والأكثر حساسة تضم مصالح أمنية ومؤسسات اقتصادية، منها المديرية الجهوية للجمارك بكافة أقسامها، ومقر شرطة الحدود البرية، والمؤسسة المينائية، ومراكز أمنية، إلى جانب هيئات إدارية و وحدات إنتاج المواد الغذائية، ومستودعات لتخزين الحبوب . وحسب مصادر مطلعة تحدث للنصر يعد هذا التخريب مدبرا وبفعل فاعل لشل نظام الاتصالات للهيئات المذكورة والتي وجدت صعوبة كبيرة في القيام بمهامها، بعد تعطل الخطوط الهاتفية، منها خدمة الفاكس و الأنترنت، حيث لجأت هذه المصالح إلى إرسال الملفات وتلقى المراسلات من مؤسسات أخرى تابعة لها باليد، وتشير ذات المصادر إلى استمرار العزلة الهاتفية إلى حد الساعة على إثر تعرض المركز الهاتفي للتخريب يوم الثلاثاء 07 أفريل الماضي في حدود الساعة الخامسة مساء. و قد استغل المتورطون في العملية وجود المركز الهاتفي في مكان معزول تحت الجسر المعلق الذي يربط المدينة القديمة بحي « كاروبي» ومستشفى ابن سينا، وتضيف ذات المصادر إلى أن العملية كانت مدبرة، حيث اختار الفاعلون التوقيت المناسب بعد انتهاء فترة الدوام بأغلب الهيئات، وقلة حركة المركبات والراجلين بالقرب من المركز الهاتفي، لتنفيذ اعتدائهم. و قد قامت المديرية العملياتية لاتصالات الجزائربعنابة، حسب البيان التي تحوز النصر على نسخة منه، برفع شكوى لدى مصالح الأمن، ضد مجهول، لفتح تحقيق معمق ومعرفة أسباب و ظروف عملية التخريب والحرق، وعلى اثر ذلك، سارعت فرق اتصالات الجزائر لمكان الحادث بهدف تغيير التجهيزات المتضررة، حيث استنفرت مصالح اتصالات الجزائربعنابة حسب تصريح المكلفة بالإعلام السيدة رقادي هدى في اتصال مع النصر، كامل فرق تقنييها لتثبيت مركز هاتفي جديد، وتجديد الكوابل الهاتفية الأرضية التي تعرضت للتلف جراء انتقال ألسنة اللهب إلى الشبكة، و تعمل الفرق ليلا ونهارا لإعادة الاتصال بالهاتف والأنترنت في أقرب الآجال حسبها. وتشير المعاينة الأولية للشرطة العلمية، بأن عملية استهداف المركز الهاتفي تمت باستخدام أدوات لكسر الأبواب الأمامية، ثم صب البنزين وإضرام النار في شبكة الكوابل، حيث كثفت مصالح الأمن تحرياتها من أجل التوصل إلى هوية الأشخاص الذين كانوا وراء العملية والهدف منها. و يحدث هذا في ظل غياب نظام مراقبة عبر الكاميرات بهذه المنطقة التي توجد بها هيئات حساسة، وتعرف نشاطا اقتصاديا خاصة بالميناء التجاري ووحدات لإنتاج المواد الاستهلاكية. و يتساءل زبائن اتصالات الجزائر بأحياء ما قبل الميناء والذين يتجاوز عددهم 300 زبون، كيف استطاع الفاعلون تخريب المركز الهاتفي في وضح النهار وإحراقه، دون توقيفهم، على الرغم من وجود دوريات أمنية لمصالح الشرطة بالمنطقة، معبرين عن استيائهم من تعطل مصالحهم المرتبطة بخدمة الهاتف والانترنيت، حيث تقدم اتصالات الجزائر في هذا الشأن حسب ما جاء في بيانها، اعتذاراتها لزبائنها بعد الاضطرابات الناتجة عن هذا الاعتداء، مؤكدة لهم تسخير كل الموارد البشرية و التقنية لإصلاح العطب التي تأثرت بهذه العملية.