تفصل غرفة الاتهام لدى مجلس قضاء الجزائر، بتاريخ 22 أفريل الجاري في ملف المؤسسة الوطنية للتبغ والكبريت “أس. أن. تي. آ”، التي طالها هي الأخرى الفساد بعد تعاطي عضو مجلس المديرين، المدعو”خ. س” للرشوة مع الشركتين اليونانيتين “نيكوس كلوديس” و”مكاييل أداس”، إضافة إلى الشركة التونسية للتغليف العصري، مقابل الظفر بصفقات لتمويل الشركة الوطنية من التبغ الأسود بمواصفات غير مطابقة لدفتر الشروط. حسب المعلومات التي تحوز عليها “الخبر”، فإن تحريك هذه القضية، التي سبق أن كشف عنها تقرير لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، دون أن يخوض في تفاصيلها كان بتاريخ 14 مارس 2013، عندما تلقت مصالح الشرطة القضائية التابعة للمصلحة الإقليمية للاستعلام والأمن، معلومات مفادها تعاطي عضو مجلس المديرين للرشوة المدعو “خ.س” من متعاملين اقتصاديين أجانب ممونين للشركة الوطنية للتبغ والكبريت، التي يشتغل فيها منذ 24 ديسمبر 2002. وتشير مصادرنا، أن المعني تلقى مبالغ تتراوح ما بين 10 آلاف أورو إلى 50 ألف أورو، مقابل إبرام عقود لتزويد الشركة بمادة التبغ ومواد التغليف خلال الفترة الممتدة من 2005 إلى غاية سنة 2012 من متعاملين أجانب مقابل حصولهم على الصفقات عن طريق تزويدهم بالمعلومات المتعلقة بمخططات احتياجات الشركة، ومن خلال التدخل على مستوى لجان الصفقات الخاصة بالشركة لإصدار تعليمات كتابية وشفوية لتغيير معايير المواد التي يقدمون فيها عروضا. وبخصوص هذه النقطة، كانت الشركة الوطنية للتبغ والكبريت قد أعلنت عن مناقصة وطنية ودولية بتاريخ 20 ديسمبر 2011، متعلقة بشراء المواد الأولية للتبغ (الأبيض والأسود) حيث تقدمت لهذه المناقصة 13 شركة دولية، منها الشركتين اليونانيتين. ولدى تقييم العروض من قبل اللجنة التقنية، تم إقصاء 5 عيّنات للتبغ بسبب عدم حصولها على النقطة المطلوبة بخصوص نسبة النيكوتين التي كانت مخالفة للنسبة المحددة في الملحق التقني لدفتر الشروط، غير أن المتهم قام بإصدار لائحة بتاريخ 27 جوان 2012، تتعلق بتغيير إجراءات فحص عيّنات التبغ وإلغاء نقطة نسبة النيكوتين في نوعية تبغ “سكومي”، من أجل إعادة النظر في قرار اللجنة، وذلك من أجل قبول عينات التبغ للشركتين اليونانيتين اللتين فازتا بالصفقة من أجل تموين الشركة الوطنية ب 50 طن من التبغ الأسود بمواصفات غير مطابقة لدفتر الشروط. رشاوى وامتيازات ومقابل ذلك، تلقى المتهم رشاوى بمبالغ خيالية، حيث تلقى على دفعات من مسؤول الشركة اليونانية “مكاييل أداس”، المدعو “الكسندرو” مبلغا يقدّر بحوالي 167.400 أورو. كما تلقى رشوة من عند مسؤولة الشركة اليونانية “نيكوس كلوديس”، المسماة دروتيا غلودي، مبلغا يقدّر بحوالي 110.000 أورو، بينما قبض رشوة من الممثل التجاري للشركة التونسية “ستيم”، المسمى “ع.م” مبلغا قدره 30 ألف أورو، وذلك بالجزائر العاصمة، فرنسا، اليونان وإيطاليا، مع تحويل جزء من الأموال، إما لحسابه المفتوح ب”القرض الليوني” بباريس أو إلى حساب صديقيه المقيمين بفرنسا المدعو “م. ر” و”ح.ك”. وبيّنت تحريات المحققين، أن المتهم استغل الأموال التي تحصّل عليها أيضا، في شراء مسكن بالتعاونية العقارية لطفي ببلدية بوزريعة بالعاصمة باسم زوجته، مع حجز ثلاث شقق بموجب تسبيقات مالية بمحجرة الحمامات ضمن تعاونية عقارية. وقد زوّد المتهم الذي يملك حسابا بنكيا بوكالة البنك الخارجي الجزائري بعميروش، به 43 ألف أورو، حساب زوجته المفتوح بصندوق التوفير والاحتياط بمبلغ 6 مليون دينار، وشراء سيارة لها ذات الدفع الرباعي سنة 2011، بل قضى وأفراد عائلته عطلتي الصيف لسنوات 2007، 2008، 2009، لمدة 8 أيام باليونان، حيث تكفلت إحدى الشركتين اليونانيتين بتذاكر السفر والإقامة والتأشيرة. وألقي القبض على المعني بتاريخ 10 مارس 2013، حيث ضبط عند تفتيش مسكنه على مبالغ معتبرة بالعملات الأجنبية، تمثلت في 189.200 أورو، 20.100 دولار أمريكي، 41610 درهم إماراتي، 102 ريال قطري، 170 دينار تونسي، إضافة إلى مبلغ بالعملة الوطنية يصل إلى 1263.000دج.