شهدت ورڤلة مساء أمس احتجاجات عارمة بوسط المدينة قام بطالون غاضبون، بينما استنفرت مصالح الأمن قواتها خوفا من حدوث انزلاقات، لاسيما أن الاحتجاجات تسببت في غلق مقرات رسمية، وكذا شل حركة المرور بعدد من مفاصل الولاية. دخل أمس عشرات البطالين بصورة مفاجئة في حركات احتجاجية، أغلقوا من خلالها مقر وكالة التشغيل الجهوية، فيما عمد آخرون إلى التجمهر أمام مقر الولاية، واحتج بطالون من حي القصر في أجواء متوترة للمطالبة بالشغل، حيث أدى احتجاج الحي المذكور إلى خنق حركة المرور قبالة مستشفى محمد بوضياف، ما استدعى تدخل مصالح الأمن التي عززت من تواجدها بذات الموقع. وأثار الاحتجاج المسجل أمام مقر الولاية استغرابا، كون الحراك الحاصل في صفوف البطالين منقسم لجناحين: الأول يطالب بتعيين رئيس مصلحة تنشيط الوكالات الولائية والمحلية للتشغيل بالمديرية الجهوية على رأس الوكالة الولائية خلفا لمسؤولها السابق المنتهية مهامه، والثاني يطالب بإسناد مهام تسيير المرفق نفسه لرئيسة لجنة التشغيل بالمجلس الشعبي الولائي. يجري هذا في الوقت الذي لا يزال الرئيس المؤقت للوكالة الولائية ”غائبا عن منصبه”، في ظل رواج الحديث عن تخليه عن ختم الوكالة وتسليمه لأحد إطارات القطاع بسبب عدم تحمله للضغوط المحيطة به، وهي القضية التي أحدثت قلاقل غذاها تحرك من وصفوا ب”أصحاب المصالح الضيقة”. ويرى متابعون لحراك البطالين أن حالة الإرباك المسجلة على مستوى التسيير بالوكالة الولائية شجعت أطرافا من داخل المرفق على توظيف البطالين كورقة ضغط من أجل تحقيق أغراض شخصية لا تخدم مصلحة ملف اليد العاملة الذي يمر بمرحلة صعبة عقب تأخر الجهات الوصية في تنصيب إطار تتوفر فيه الشروط المطلوبة، وقالت مصادر مسؤولة إن المدير العام للوكالة الوطنية للتشغيل يدرس سير عدد من المترشحين لتولي منصب رئيس الوكالة الولائية، غير أن تأخر العملية أدخل هذا المرفق في ما يشبه ”الفراغ القانوني”، وكثر الحديث عن تسجيل خروق في تصريف مناصب العمل خلال هذه الفترة، ولجوء الشركات للتحايل من خلال استغلال الوضعية التي تمر بها الوكالة التي رفض مسؤولها المؤقت تولي تسييرها بحجة الضغوط والأجواء المشحونة. .. وبطالو عين البيضاء في اعتصام مفتوح في سياق متصل، دخلت مجموعة بطالين من بلدية عين البيضاء بذات الولاية في اعتصام مفتوح داخل خيمة نصبوها غير بعيد عن عدد من المرافق العمومية، للمطالبة بإعادة مكتب التشغيل لمقر البلدية، رافعين شعارات مبرزة لتمسكهم بمطلبهم المذكور. وقال عدد من البطالين المعتصمين بعين المكان ل”الخبر”، إنهم قرروا اللجوء إلى هذه الخطوة بعدما أدارت الجهات المعنية ظهرها لهم ولم تتعاط بجدية مع انشغالهم المطروح، مشيرين إلى أن الوضع بات لا يطاق في ظل استمرار معاناة بطالي البلدية الذين يقطعون مسافة بعيدة للوصول إلى مقر الوكالة المحلية للتشغيل المتواجد بدائرة سيدي خويلد. وأكد المحتجون أنهم لن يتراجعوا عن خطوتهم لتحقيق مطلبهم الذي وصفوه بالمشروع، لاسيما أنه يتماشى وخطة العمل الجديدة التي تعتزم الوكالة الوطنية للتشغيل تنفيذها في القريب العاجل، والمتمثلة في العودة إلى العمل في تسيير ملف التشغيل بنظام المكاتب البلدية.