تحول حلم أكثر من مائة شخص، من بينهم إطارات، في الحصول على سكن لائق، إلى كابوس حقيقي، عندما اكتشفوا أنهم سقطوا في شباك مرق عقاري يمتهن النصب والاحتيال، رفقة شريكين له سلبوهم أكثر من 16 مليار سنتيم، بعد أن أوهموهم بالاستفادة من سكنات مشروع إنجاز 135 مسكن ترقوي بمدينة شرشال في ولاية تيبازة. تحرك التحقيق في القضية، بعد شكوى أودعها الضحايا لدى وكيل الجمهورية ضد المرقي العقاري المدعو “ب.ع”، الذي أوهمهم بأن له مشروع إنجاز 135 مسكن ترقوي بالمنظر الجميل بمدينة شرشال روّج له بواسطة الإشهار والانترنيت وكذا المطبوعات. وكان المعني يستلم من الضحايا نسبة 20 بالمائة من ثمن المسكن حسب نوعيته، حيث دفع أحدهم مبلغ 150 مليون سنتيم كتسبيق، وآخر 52 مليون سنتيم، بينما دفعت الطبيبة المدعوة “ب. نعمية” والمقيمة بولاية بسكرة هي الأخرى، مبلغ 185 مليون سنتيم كتسبيق، مقابل الحصول على شقة من خمسة غرف. علما أن المرقي العقاري تحصّل على قرض من بنك للصندوق الوطني للتوفير والاحتياط، وكالة سطاوالي قدره 21 مليار و800 مليون سنتيم مقابل شراء قطعة أرضية خاصة بالمشروع. والمثير في القضية التي ينتظر أن تفصل فيها محكمة البليدة بتاريخ 18 ماي الجاري، أن المرقي العقاري، وبعد أن استلم الملايير من الضحايا، أصبح يتهرب منهم ويرفض إرجاع المبالغ المدفوعة له، خاصة بعد بيع الوعاء العقاري الخاص بالمشروع السكني، كما أن الضحايا كانوا يودعون المبالغ المالية كتسبيق بالحساب الجاري للمتهم الرئيسي، أو يسلمونها نقدا لشركائه، عوض إيداعها في حساب مفتوح باسمهم لدى هيئة ضمان عمليات الترقية العقارية حسب المادة 56 المحدد للقواعد التي تنظم نشاط الترقية العقارية.