جددت عائلة حيرش بقرية تيفران، الواقعة في بلدية سفيان جنوب غرب باتنة، نداءها لمصالح الأمن بتكثيف جهودها وتحرياتها من أجل معرفة مكان تواجد ابنها حليم الذي اختطف في 13 سبتمبر 2009 وعمره لا يتجاوز 5 سنوات. ومنذ ذلك التاريخ، لم يظهر له أي أثر. قصة حليم حيرش تظل الحالة الوحيدة المسجلة لدى مصالح الشرطة والدرك على مستوى الولاية التي لم تعرف حالات اختطاف من قبل، وظلت قضية تعترف الجهات الأمنية بأنها “محيرة”، على اعتبار أن الذين أقدموا على اختطاف حليم واستنادا إلى شهادة أحد الرعاة بالمنطقة، لم يتصلوا لطلب فدية لإطلاق سراحه، كما لم يشترطوا أي شرط مقابل ذلك.. أو تم العثور على جثته مثلما يفعل الكثير من المختطفين. قصة اختفاء الطفل حليم غريبة وتطرح الكثير من الأسئلة. تقول والدته: “لا أجد كلمات أعبّر بها عن معاناتي. أعيش منذ اختفاء حليم على وقع الحزن.. لقد سرقوا مني ابني ولا أعرف السبب ولا الذنب الذي ارتكبه وهو في الخامسة من العمر”. وتروي الأم المفجوعة: “منذ أن بلغ مسامعي نبأ اختطافه بعد خروجه من المدرسة الابتدائية لبرارة علي، اسودت الدنيا في عيني وتدهورت صحتي وتحوّلت حياتي كلها إلى انتظارات.. أنتظر ذلك اليوم الذي يطرق الباب ويخبرني الطارقون بأنهم وجدوا حليم الذي سأحتضنه وأقبّله ولن أسمح بمغادرته البيت أبدا”. تقول سهام شقيقة حليم، وهي طالبة تدرس في الجامعة، “نسعى لتحريك القضية من جديد ونناشد المواطنين ومصالح الأمن مساعدتنا على العثور على شقيقي”. وتضيف سهام أن مرور أكثر من أربع سنوات على اختطاف حليم، مرت وكأنها أربعين سنة.. “لقد فقدنا طعم الحياة ولا يشعر بمرارتها سوى من تجرع من كأسها.. ندعو الله ألا يبتلى أي إنسان بما ابتلينا به نحن”. الأمل سر البقاء ورغم كل هذه الأحزان والمرارة، إلا أن عائلة الطفل حليم حيرش لم تفقد الأمل بعودته يوما ما، ما دام أنه لا يوجد أي دليل على تعرّضه لأي مكروه. وفي هذا الصدد، تقول شقيقته سهام: “وضعنا البحث عن حليم عنوانا لزرع الأمل في هذه الحياة، عسى أن يعيده الله تعالى إلى احضان أمي المسكينة وإلى كنف العائلة التي لم تشبع منه”. وتضيف سهام أنه لم يبق للعائلة سوى صورة حليم الوحيدة.. “ننظر إليها كل يوم، بل كل لحظة، لنمتلئ بالتفاؤل والقوة على مواجهة الواقع الذي فرضه عليها أشخاص لا نعرف لماذا أقدموا على اقتراف هذا الذنب العظيم في حق طفل لا حول له ولا قوة، حرموه من والديه وعائلته، وأغرقونا في بحر الحزن والحيرة طيلة هذه السنوات”. أما بالنسبة إلى سكان قرية تيفران وبلدية سفيان التي تتبعها إداريا، والذين يعيش غالبيتهم على الرعي وتربية المواشي، فإنهم يقاسمون عائلة حيرش نفس الأحاسيس الإنسانية، وهم أيضا يؤكدون على أنهم لم يفقدوا الأمل يوما في العثور على حليم، رغم مرور أكثر من أربع سنوات كاملة.. “نقطع الكيلومترات يوميا في الرعي وفي البحث واستقصاء كل من نلتقي به في طريقنا.. لعل أحدهم يحمل إلينا الخبر السعيد، بعدما سكنت القضية الأدراج وغلّفها الغبار”، على رأي أحدهم.