عرفت منطقة ''أولاد عطية'' بأعالي أقصى غرب ولاية سكيكدة، ظاهرة حيّرت أهالي المنطقة ولم تجد لها تفسيرا، ويتعلق الأمر باختفاء العجائز بطريقة غامضة ومبهمة تليق أن تكون سناريو لأحد أفلام الخيال العلمي أو أفلام الرعب، خصوصا وأنّ تضاريس المنطقة يؤهّلها إلى نسج السيناريو وإخراجه في أبهى حلة، فالعجوز ''ح ف'' البالغة من العمر 76 سنة اختفت بمنطقة بولعتب بقرية الولجة ببلدية بونغرة اولاد اعطية، ولم يتمكّن من العثور عليها ليرجع عملية الاختفاء بعد استحالة العثور عليها إلى أسباب غامضة. وقد تكرّرت الظاهرة للمرة الثالثة على التوالي، إضافة إلى اختفاء طفل من عائلة ''صياد'' لم يتجاوز عمره 7 سنوات مند 30 سنة خلت ببلدية ''اخناق مايون'' الغير بعيدة عن المنطقة، ورغم تكاثف جهود سكان المنطقة الذين مشّطوا وديان وشعاب المنطقة إلاّ أنّم لم يعثروا على أي أثر له، وسجل حينئذ ومازال في عداد المفقودين. ونسجت روايات مختلفة حول الاختفاءات المتعددة بالمنطقة، أرجعت أغلبها إلى أسباب غير مادية في ظل انعدام تفسير منطقي لهذه الظاهرة، خاصة وأن فرضية الاختطاف تبقى مستبعدة جدا. ونطم سكان القرية منذ الوهلة الأولى دوريات بحث مع صيادين متمرسين في اصطياد الحيوانات الخطيرة، أما زوج المختفية فكان غاضبا من عدم اكتراث الجهات المعنية بالبحث عن زوجته وإشراك الكلاب المدربة في عمليات البحث، نافيا أن تكون قد تعرّضت لعملية اختطاف من أية جهة، فالعائلة معوزة كما أن إشاعة هروبها لا يقبلها العقل، فالعجوز ليس باستطاعتها المشي مسافات طويلة لأنها مصابة بمرض ضغط الدم والغدة الدرقية، إضافة إلى سنّها المتقدم، كما أنّ العجوز ''ح ف'' تعرف متاهات الغابة ودهاليزها، ولا يمكنها أن تضل طريق العودة من جهة أخرى. ويذكر أن الحالة الأولى تتعلق باختفاء المسنات شهدتها القرية سنة 2007 لعجوز من عائلة ''جابة'' في سن الثمانين، حيث اختفت هي الأخرى بنفس الطريقة عن الأنظار ولم يظهر لها أي أثر غير قميصها الشتوي الذي كانت ترتديه، والذي عثر عليه بوادي سنجاق بقرية لعوينات ليتبعها اختفاء الحاجة ''حليمة''، ثم تتكرر الحادثة مع أخريات لثالث مرة وسط إشاعات لانهاية لها، في ظل عدم وجود تفسير لها.