علمت “الخبر” من مصادر مطلعة أن القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي أمرت بفتح تحقيق بشأن ظروف وملابسات حادث المرور، الذي أودى بحياة عقيدين وثالث في حالة خطيرة، ويشرف على التحقيق قائد الناحية العسكرية الخامسة وبمتابعة شخصية من الفريق ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني قائد أركان الجيش الشعبي الوطني. كشفت مصادرنا أن التحقيق الذي باشرته المصالح المختصة، يهدف إلى تحديد المسؤوليات، خاصة أن ضحايا الحادث من الإطارات العسكرية السامية والذراع الأيمن لقائد الناحية العسكرية الخامسة، ويتعلق الأمر بالعقيدين المتوفيين اللذين كانا يتقلدان منصبي المدير الجهوي للعتاد الذي لقي مصرعه بمكان الحادث، والمدير الجهوي لمعتمدية الذي لفظ أنفاسه الأخيرة بمصلحة الاستعجالات الطبية بعنابة، والعقيد الثالث هو مدير مكتب التنظيم بقيادة الأركان للناحية الخامسة، والذي حول رفقة السائق إلى المستشفى العسكري علي منجلي بقسنطينة. وكان جميعهم في مهمة رسمية تفتيشية بتكليف من قائد الناحية العسكرية الخامسة، أول أمس، إلى ولاية الطارف. وفي ساعة مبكرة من أول أمس الإثنين، تعرضوا لحادث مميت إثر ارتطام السيارة الرباعية التي كانوا على متنها بالحواجز الإسمنتية الممتدة على طول 100 متر، عند نهاية البساط المعبد للطريق السيار شرق - غرب، بمكان تقاطعه بالطريق الوطني رقم 16 بالحد الإقليمي الفاصل بين ولايتي ڤالمة والطارف، حيث توفي العقيد الأول بعين المكان والثاني بمصلحة الاستعجالات الطبية بالمستشفى الجامعي ابن رشد بعنابة، بينما حول العقيد الثالث في وضعية خطيرة والسائق إلى المستشفى العسكري بقسنطينة على جناح السرعة، بعدما التحق قائد الناحية العسكرية بمستشفى عنابة عبر طائرة هيليكوبتر عسكرية، لمتابعة التكفل بإسعاف وعلاج ضحايا الحادث، قبل أن يلحق به والي عنابة، وفي رواق الجناح الاستعجالي رفض قائد الناحية العسكرية استقباله وأمر بإخلاء الحركة نهائيا بهذا الرواق. وتفيد المعاينة الأولية لموقع ووضعية الحادث بأن سيارة الضحايا ارتطمت بالحواجز الإسمنتية الموزعة على 100 متر عرض الطريق السيار، في نقطة نهاية البساط المعبد، وهو المكان الذي يفتقر للإشارات التي تنذر بالخطر، ولا وجود للإنارة العمومية ليلا. وحسب المصالح الأمنية ومصالح الحماية المدنية بدائرة الذرعان في الطارف، فإن هذه النقطة السوداء عرفت وقوع ما يقارب 30 حادثا في السنتين الأخيرتين، خلفت 8 قتلى وأكثر 30 جريحا، وحملوا المسؤولية لشركة “كوجال” اليابانية والوكالة الوطنية للطرقات التي لم تتكفل بهذا الإشكال، رغم التقارير العديدة التي رفعت من قبل الجهات الوصية. وكشفت مصادرنا الطبية بأن جميع الأجهزة الطبية على مختلف اختصاصاتها ومن مختلف مستشفيات المدينة، تم نقلها وتجميعها بمصلحة الاستعجالات الطبية في حالة طوارئ قصوى. كما أن تحويل الضحايا من مصلحة الاستعجالات الطبية ببلدية الذرعان بولاية الطارف على مسافة 25 كلم، رافقته سيارات إسعاف عسكرية وحماية أمنية، واستغرقت مدة التحويل 13 دقيقة مع فك زحمة المرور باستعمال الطلقات النارية في السماء بوسط مدينة عنابة.