تركت السلطات المحلية لولاية معسكر الوضع يتعفن في زهانة حتى تحول، أمس، إلى مواجهات بين الشباب البطال وعمال مصنع الإسمنت، حيث تعرضت الحافلات التي تقلهم، صباح أمس، إلى الرشق بالحجارة ما خلف 3 جرحى. ويعيش مصنع الإسمنت لزهانة، شمالي ولاية معسكر، أزمة منذ 5 جانفي الماضي، تاريخ بداية احتجاج شبان قرية جنين مسكين المطالبين بمناصب شغل في المصنع. وكان هذا الأخير قد توقف عن الإنتاج في ذلك التاريخ بغرض الصيانة. واستمرت الأزمة إلى غاية أول أمس، عندما حاول أحد المحتجين الانتحار حرقا أمام مقر بلدية زهانة، بسبب عدم تنقل السلطات المحلية لمحاورتهم حول مطالبهم. ومنذ ذلك التاريخ، لم يستطع عمال المصنع الالتحاق بمناصبهم بسبب التجمع اليومي للمحتجين من الثامنة صباحا إلى الخامسة مساء، مانعين العمال من دخول المصنع. وقررت إدارته، أول أمس، فرض الالتحاق بالعمل، وكل مخالف يتم الخصم من راتبه، وهو ما جعل العمال يتوجهون، صباح أمس، إلى المصنع، إلا أن المحتجين قابلوهم بالرشق بالحجارة مخلفين 3 جرحى. ومباشرة بعد الحادث، توجه عمال مصنع الإسمنت إلى مفترق الطرق الدائري الذي يعلوه نصب الشهيد أحمد زبانة، وأغلقوا الطريق، لتتنقل قوات الدرك الوطني التي طلبت منهم في البداية فتح الطريق، ورد عليهم العمال: “افتحوا لنا المصنع نفتح الطريق”، ليقرر الضابط السامي للدرك الوطني ورتبته رائد، استدعاء قوات التدخل والتوجه إلى المصنع، وهناك تم إقناع مجموعة من المحتجين بالتوجه إلى دائرة زهانة لطرح مشاكلهم، وهو اللقاء المغلق الذي لم يتم السماح ل«الخبر” بحضوره أو معرفة ما تمخض عنه. ويعتبر عمال وإطارات مصنع الإسمنت لزهانة أن “أطرافا تدفع للتعفن بنية مبيتة”، وبرروا قناعتهم بالقول: “منذ 5 جانفي ونحن نراسل والي معسكر، رئيسة الدائرة، المصالح الأمنية المختلفة، وزارة الصناعة والوزارة الأولى، وتقدمنا بشكوى أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة سيڤ، للمطالبة بتسخير القوة العمومية لفتح باب المصنع، لكن لا أحد استجاب لمطلبنا”. وأضافوا: “في الأيام العشرة الأخيرة عندما لاحظنا بروز بوادر العنف، كثفنا المراسلات وكنا ننتظر أن يرد علينا أحد، لكن تركونا وحدنا إلى أن وقعنا صباح أمس في المصيدة”. وكانت الأزمة قد تعقدت عندما طلبت شركة الصيانة والأفران “سميف” التابعة للمجمع من مديرية التشغيل لولاية معسكر، أن توجه لها 20 عاملا لإدماجهم في فريق العمل الذي يتكفل بالصيانة، “فأرسلت لنا قائمة من 60 اسما وطلبت منا أن نختار منهم 20، وهو أمر مخالف للقانون، حينها انتشر شعور لدى سكان جنين مسكين وزهانة أننا نرفض توظيفهم، رغم أن المهمة تقنية، وانطلق الاحتجاج وإغلاق باب المصنع”. ويضيف متحدث من هذه الشركة أن المحتجين أخروا مهمتهم التي كان من المفروض أن تستغرق 45 يوما. وقبلها كان والي ولاية معسكر قد فرض، قبل 3 سنوات، فيما سمي حينها ب«انتفاضة السكر والزيت”، على إدارة المصنع التوظيف الفوري وبدون شروط ل162 شاب من المنطقة من الذين قطعوا الحركة في الطريق السيار شرق - غرب. ويشغل المصنع 750 عامل دائم في مختلف المناصب، إضافة إلى 150 عون أمن تابعين لشركة خاصة، وما يقارب 100 عامل آخرين في النظافة والإطعام والنقل تابعين لشركات خاصة للمناولة.