أعلنت شركة “بتروسلتيك” الأيرلندية، رسميا، عن بيع حصة تقدر ب 18.4 بالمائة من أسهمها في حقل إيزيرين بإليزي لمجمع سوناطراك، بقيمة 180 مليون دولار. وتأتي هذه الصفقة بعد أشهر من إعلان شركة كونوكوفيليبس الأمريكية بيع أصولها في الجزائر إلى شركة إندونيسية. وكانت شركة سوناطراك قد أبدت نيتها في أكتوبر الماضي، شراء الحصة المعروضة للبيع من أسهم الشركة الأيرلندية، خاصة أن القوانين الجزائرية لا تجيز للشركات الأجنبية بيع أصولها إلا بالعودة إلى الحكومة وفق ما ينص عليه حق الشفعة، وهو ما عجل بإتمام الصفقة مع مجمع سوناطراك. وتشتغل بيتروسلتيك في حقل إيزيرين الذي يغطي الكتلتين 228 و229 ويتوفر على احتياطات من الغاز والمكثفات، وحقل عين تسيلة المحاذي، وكلها تقع في حوض إليزي المعروف باكتنازه لاحتياطات هامة من الغاز. وجرى توقيع العقد خلال حفل أقيم بالجزائر العاصمة بحضور سوناطراك وبيتروسلتيك وإينيل الشريك الثالث في الموقع، حسبما ذكرته مواقع بريطانية يوم الخميس الماضي. وستقوم سوناطراك بموجب العقد الموقع، بتسديد قيمة الأسهم المشتراة على مراحل، حيث تقدر الدفعة الأولى ب20 مليون دولار، تليها دفعة ثانية ب140 مليون دولار، إلى جانب تكاليف إضافية تتعلق ببعض الإنجازات المتعلقة بالمشروع بقيمة 20 مليون دولار، ستسدد لاحقا. وبعد انتقال أسهم بيتروسلتيك إلى الطرف الجزائري، أصبحت سوناطراك تحوز على 43.4 بالمائة من حقل إيزيرين، في حين تمتلك بيتروسلتيك 38.25 بالمائة من الأسهم وإينيل 18.4 بالمائة، لتصبح بذلك سوناطراك صاحبة الأغلبية في الحقل. وينتظر أن يشرع حقل عين تسيلة في الإنتاج خلال الثلاثي الثالث لسنة 2017، بطاقة إنتاج 10 ملايين متر مكعب يوميا وتقدر احتياطاته بحوالي 60 مليار متر مكعب. وأوضح المدير التنفيذي في شركة بيتروسلتيك، أن عقد تقاسم الإنتاج الجديد، يعد خطوة هامة في تعزيز الشراكة الإيجابية مع سوناطراك، في ميادين التنقيب والتقييم وتطوير حقل غيزيرين. وأضاف في بيان للشركة أن قرار سوناطراك شراء أسهم لبيتروسلتيك، يعد عامل ثقة في العمل الذي قامت به الشركة وقوتها التكنولوجية والمالية وخبرتها وتمكنها في جانب الخدمات. وأشار إلى أن بيتروفاك تعمل بحماس مع شريكيها إينيل وسوناطراك من أجل الانتهاء من مشروع عين تسيلا وتعظيم قيمة هذاه المورد الوطني الهام للجزائر. وكانت شركة كونوكوفيليبس، قد أعلنت قبل أشهر، عن بيع فرعها في الجزائر لشركة بيرتامينا للنفط والغاز الإندونيسية مقابل 1.75 مليار دولار. ويتملك فرع الشركة في الجزائر حصصاً في ثلاثة حقول نفطية كبرى، وتنتج هذه الحقول في المتوسط 11 ألف برميل من النفط المكافئ يومياً منذ بداية العام الجاري وحتى أكتوبر الماضي، وتنتج الشركة، التي تتخذ من هيوستن مقرا لها، نحو 1.57 مليون برميل من النفط المكافئ يوميا منذ بداية عام 2013 وحتى سبتمبر الماضي. ويعزو مراقبون لسوق الطاقة العالمي، تقليص استثمارات العديد من الشركات البترولية العالمية، خاصة الأمريكية منها، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلى رغبة هذه الشركات إعادة استثمار أموالها في تطوير حقول الغاز الصخري في الولاياتالمتحدة، وذلك في إطار استراتيجية الولاياتالمتحدة المتمثلة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الطاقوية والاتجاه إلى التصدير في غضون سنة 2020.