هي القطبية الثنائية الجديدة بعد قطبية الأفالان بين “سعداني أم معارضيه” وقطبية و“الرئاسة أم “الدياراس” وقطبية “توفيق أم ڤايد صالح”. وعندما كان الصراع على مستوى الأفالان فقط، لم يتجاوز الصراع نطاق المنافسة ما بين الأحياء أو الرابطات... كون المتنافسين لا يرقى أحدهم إلى اعتلاء كرسي الرئاسة ومن ثمة سيتوقفون عن الشجار عندما تأتي الصافرة دون أي مفاجأة. وعندما صعد الصراع إلى مستوى الرئاسة و«الدياراس” ارتفعت حدة المنافسة إلى مستوى القسم الثاني أو الأول، أصبح أنصار الفرق الصغرى منقسمين إلى مناصرين للرئيس وآخرين ل«الدياراس” كل حسب مصالحه أو موقعه حول الطبق. ثم انحصر الصراع داخل مؤسسة الجيش وحدها وهي المنطقة المحرم اللعب فيها عادة، وبالتالي لا يجوز فيها أن ينقسم الأنصار إلى مشجعين لتوفيق وآخرين لڤايد صالح. ربما الكرة تسربت عن خطأ إلى خارج مساحة اللعب المسموح بها ودخلت المنطقة المحرمة، وقد تكون دخلت عن قصد أو أن المتحكمين في اللعبة سحبوا الكرة إراديا إلى منطقتهم حتى يوقفوا المباراة. والآن المنافسة بين حمروش والعهدة الرابعة، والانقسام لا يبدو كبيرا بين أنصار الفريقين لعدة أسباب، منها أن اللعب الحقيقي بدأ ولا يجوز لأحد أن يخطئ الحساب. والسبب الثاني أن حمروش أدخل فعلا الشك في نفوس أنصار العهدة الرابعة وبعث الأمل عند معارضي هذه العهدة الذين فقدوا الأمل في إمكانية فتح المنافسة الانتخابية. وهناك سبب ثالث أن حمروش دخل أرضية الميدان بكامل طاقته في وقت استنفدت العهدة الرابعة طاقتها... بقي على حمروش الآن أن يمتص آخر ردود فعل من قد تخيب آمالهم وتسرعوا في أخذ قراراتهم تجاه الرئاسيات، وستكون بعدها الطريق مفتوحة وينتهي كابوس أخطر حملة انتخابية عاشتها الجزائر منذ الاستقلال. [email protected]