كشف الباحث المختص في التراث اللامادي لولاية بسكرة السيد يوسف بولعراس اليوم الأربعاء عن إنجازه عمليات فهرسة إستهدفت 230 مخطوطا تزخر بها خزائن منطقة الزيبان بالجنوب الشرقي للوطن. وتم العثور على تشكيلة المخطوطات بصفة منفصلة على مستوى خزائن مؤسسات دينية كالمساجد والزوايا وكذا عبر رفوف مكتبات تابعة لخواص مثلما أوضحه ذات الباحث ل"وأج" على هامش فعاليات الملتقى الوطني الثاني حول التراث العربي المخطوط بالزيبان. وفيما يخص موضوعات المخطوطات التي حظيت بالفهرسة لحد الآن أفاد ذات المتحدث بأن معظمها يتمحور حول علوم الفقه واللغة والمنطق والأدب بنوعيه النثر الشعر وبدرجة أقل الطب والفلك لافتا الى أن كل مخطوط لا يخلو من قيمة معرفية وعلمية مفيدة للباحث والطالب والقارئ على السواء. وبعد أن ذكر بأن فهرسة المخطوطات المنتشرة بمنطقة الزيبان تعد ثمرة جهود ذاتية متواصلة منذ 20 سنة أشار نفس المصدر الى أن أقدم مخطوط تمت فهرسته على يديه يعود إلى القرن ال16 الميلادي في فقه العبادات بعنوان" بهجة النفوس وتجليها بمعرفة مالها وما عليها" لمؤلفه العلامة ابن أبي جمرة. وتتوزع خريطة المخطوطات بالنسبة لولاية بسكرة بغض النظر عن خزائن المكتبات الخاصة عبر عدد من الفضاءات التي هي بمثابة "بؤر" لهذه الكنوز من ذلك زاوية علي بن عمر بطولقة والزاوية المختارية بأولاد جلال ومسجد سيدي لمبارك بخنقة سيدي ناجي ومسجد سيدي موسى الخذري والمركز الثقافي الإسلامي بعاصمة الولاية. ويعد نشاط فهرسة المخطوطات عبارة عن عمل تقني وعلمي دقيق لأجل إعداد "بطاقة تعريفية" يجري من خلالها إبراز بالأساس عنوان المخطوط واسم المؤلف وتاريخ التأليف وعدد الصفحات وطبيعة المادة الفكرية المدونة في المخطوط دون إغفال المصدر الذي تم الحصول منه على المخطوط . وتعترض مبادرات التنقيب عن المخطوطات بالجهة وفق السيد بولعراس جملة من العوائق التي ليست مستعصية على الحل لكنها قائمة "وهي ناجمة بالأساس عن مشكلة سائدة لدى بعض "الذهنيات" التي لديها اعتقاد راسخ وهو خاطئ بطبيعة الحال فحواه أن المخطوط ملكية خاصة لا يحق لأحد التصرف فيه من غير الشخص الذي يوجد في حيازته" . ويرى ذات المتحدث أن جرد وجمع وفهرسة المخطوطات ليس مسألة بسيطة بل أن الأمر يستوجب كما صرح به " بذل جهود إضافية لنفض الغبار عن كل مخطوط من جانب الباحث المختص مع مده بيد العون من طرف الأشخاص الذين لديهم صلة بالنشاط خاصة من القائمين على الخزائن التي بها المخطوطات بما في ذلك الخزائن التي ما تزال مغمورة" . ويتعذر في الوقت الراهن تقديم جرد دقيق حول العدد الإجمالي للمخطوطات الموجودة بإقليم الولاية نتيجة حالة "التحفظ" التي يبديها بعض الأفراد الذين بحيازتهم حصص من المخطوطات" يضيف السيد بولعراس " لكن ذلك لا يمنع إمكانية تحقيق غاية الجرد التام للمخطوطات بتضافر إرادة كل المهتمين" . يذكر أن الملتقى الذي أعطيت انطلاقته أمس الثلاثاء يستمر على مدار ثلاثة أيام ويعكف المشاركون فيه على تسليط الضوء على واقع المخطوطات بالزيبان وسبل حماية هذا الموروث اللامادي وتعميم الاستفادة منه وفقا للمنظمين.