داهمت مجموعة من عناصر الدرك الوطني، عشية أمس، مقر القناة التلفزيونية الخاصة “أطلس تي. في”، الكائن بحي لي فرجي بالعاصمة، وحجزت عددا من الكاميرات، مانعة على الصحافيين مغادرة المقر إلى غاية الانتهاء من العملية. قبيل أيام عن انطلاق الحملة الانتخابية لرئاسيات 2014، وفي سابقة من نوعها، شهد مقر القناة التلفزيونية الخاصة “أطلس تي. في”، المعروفة بخطها الافتتاحي المناوئ للعهدة الرابعة، عملية مداهمة من قبل رجال الدرك الوطني، في حدود الساعة الرابعة من عشية أمس، وقاموا بحجز عدد كبير من الكاميرات والتجهيزات التقنية، حيث استظهروا، وهم يقتحمون مكاتب القناة، قرارا من وكيل الجمهورية لتبرير إقدامهم على فعلتهم. وقد وصف مبرر المصادرة ب«المبهم” كونه لم يشر إلى تجاوز واضح من قبل القناة على الحريات الفردية، وهو ما أكده مدير “أطلس تي. في” وأحد ملاكها، السيد هشام بوعلوش، الذي قال في تصريح ل الخبر” إن “الدركيين الذين كان عددهم ثمانية، اقتحموا علينا المقر ليحجزوا الكاميرات والتجهيزات، لكنهم لم يستطيعوا تبرير فعلتهم التي تبقى وصمة عار في الجزائر الرافعة شعار الديمقراطية”. وحسب متتبعين، فإن إقدام “أطلس تي. في”، في الآونة الأخيرة، على تبني خط افتتاحي مناهض للعهدة الرابعة، يكون وراء قرار الحجز. وفي هذا الشأن، أضاف محدثنا بالقول: “يجب ألا نتساءل كثيرا عن السبب المباشر الذي كان وراء إقدام السلطة على فعلتها هذه، لأن الجميع يعلم بأننا ضد العهدة الرابعة، وهذا من حقنا، كما أننا لم نتوان في تغطية الاحتجاجات التي قامت بها “بركات” بالعاصمة، والقمع الذي تعرضت له من قبل عناصر الشرطة، وهو الأمر الذي أزعجهم، بل وأربكهم، أما الحديث عن تجاوز القناة لهكذا حدود، فهذه تأويلات واهية، فلا الحصة الفلانية، ولا التصريح العلاني كان سببا في إقدامهم على فعلتهم، لأنهم وبكل بساطة يريدون مصادرة الرأي الآخر وتكميم أفواه المعارضة”. ليختتم مدير القناة حديثه إلينا بأنهم ماضون في مسعاهم لإسماع العالم صوت الجزائر المعارض للعهدة الرابعة. للإشارة، فإن قناة “أطلس تي. في” الخاصة عادت للبث نهاية جانفي بعد أن توقفت اضطراريا لعجز مالي لأكثر من شهرين، فيما تقول مصادر أخرى إن السبب يعود لضغوطات فوقية.