يسلط محضر اجتماع مسرب عن لقاء جمع خلال مايو (أيار) الماضي، بين نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، ووزير خارجية روسيا سيرغي لافروف في موسكو، الضوء على الأسلوب الذي تتبعه روسيا في إدارة الأزمة السورية، ويكشف الاختلاف الواضح بين ما أعلنته من مواقف إعلامية إيجابية عشية التحضير لانعقاد مؤتمر جنيف2، وما كانت تبحثه وتلقنه للجانب السوري في الكواليس، كما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الأحد. ويوثق المحضر المسرب مجموعة مبادئ طلب لافروف من الوفد السوري الالتزام بها فور التوصل إلى اتفاق حول المبادرة الروسية الأمريكية، والأسس التي ينبغي التفاوض عليها في المؤتمر، ويكرر أن اعتماد هذه النقاط سيضمن تجنيب سوريا فرض عقوبات عليها والذهاب إلى مجلس الأمن، رغم توجهه إلى الوفد السوري بالقول "عليكم ألا تشككوا في قدرة روسيا على استخدام الفيتو". وأبلغ وزير الخارجية الروسي الوفد السوري بموجب محضر الاجتماع، بوجوب الإصرار على ضرورة توضيح من سيشارك في المؤتمر من قبل المعارضة، وعلى التحديد المسبق لمن سيشارك في المؤتمر من الدول، ودعوة جميع المشاركين في مؤتمر جنيف1، كما ذكرت الصحيفة. وأوضح لافروف أنه أبلغ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، عدم فرض أي حل على السوريين، وإنما تشجيعهم على التوافق فيما بينهم، وبدا لافروف واثقاً من أن هناك فرصة كبيرة ألا تستطيع المعارضة توحيد صفوفها تحت مظلة واحدة. وبحسب "الشرق الأوسط"، شرح المقداد مفهوم بلاده لهيئة الحكم الانتقالية التي نص عليها اتفاق جنيف1، بوصفها تعني تشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة، بسلطات تنفيذية كاملة باستثناء الصلاحيات التي أناطها الدستور بالرئيس السوري، جازماً في الوقت عينه أن مقام الرئاسة شأن سوري محض لا يجوز المساس به، قائلاً إن من يطالب بتنحي الأسد يعني أنه يسعى لاستمرار العنف وتقسيم سوريا وإفشال الجهود الدولية بما فيها المؤتمر الدولي المقترح. وأوضح لافروف أنه أبلغ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أن روسيا لن تقبل أي حدود زمنية مصطنعة فيما يتعلق بجدول أعمال أو أطر إجراء المؤتمر، لأن هذه الذريعة يمكن أن تؤدي إلى تطورات تقود إلى مجلس الأمن.