هاجم العقيد السابق، قائد الدرك وعضو مجلس الثورة، أحمد بن شريف، ترشح من سماه ”صديقي” عبد العزيز بوتفليقة، مرجحا أن يكون ”في غير وعيه” وأن ”15 شخصا يشكلون المافيا المحيطة به والتي يقودها شقيقه السعيد” هي التي فرضت ترشحه. وانتقد العقيد السابق مراد مدلسي بسبب قبوله ترشح بوتفليقة: ”ستلاحقك وصمة العار سيد مدلسي”، وبالمقابل أعلن دعمه للمرشح علي بن فليس. لم يترك العقيد السابق أحمد بن شريف أحدا من المحيطين بالرئيس بوتفليقة إلا وهاجمه هجوما حادا بسبب ترشح الأخير، رغم أنه في ”غير وعيه”. وقال في ندوة صحفية عقدها بمقر المداومة الرئيسية للمرشح علي بن فليس بالعاصمة، أمس، ”إننا بفعل هذا الترشح نشهد حالة اعتداء على تقاليد الدولة، من طرف المافيا السياسومالية التي يقودها السعيد بوتفليقة”. وقال في هذا الصدد: ”إن هذه المافيا قد استولت على الحكم منذ مرض صديقي بوتفليقة”. وتساءل بن شريف، وهو أول قائد لجهاز الدرك الوطني بعد الاستقلال: ”ألا يوجد رجل شجاع في البلاد ليقول كيف لرجل مريض بهذا الشكل أن يترشح؟ !”، ورفع المتحدث هاتفه النقال ثم قال: ”هذا رقم بوتفليقة، لقد كلمته شخصيا عدة مرات وأبلغته تحليلات تصب في اتجاه ضرورة عدم ترشحه، لكنه لم يأخذها بعين الاعتبار”. وتفسير العقيد السابق أن ”بوتفليقة في غير وعيه (ماشي جايب خبر)” كما قالها بالعامية، مضيفا ”إنه غير واع، أنا أكلمه باستمرار وهو لا يستطيع الحديث ولا المشي”. ووصف العقيد بن شريف كل داعم لترشح بوتفليقة وهو في هذه الحالة بثلاثة ”إما مريض وإما بني وي وي وإما خائن للبلاد”، وخص بالذكر عمارة بن يونس ”الذي يقول إن الرئيس لا يسير البلد برجليه بل برأسه... يا عمارة أليس أنت من كان يقول بوتسريقة، هل لأنه أعطاك مسؤولية أصبحت هكذا؟”، خاتما كلامه عن بن يونس ”كم أنت مسكين أيها الأبله”. وتحدث بن شريف عن مرض بوتفليقة: ”الرجل أصيب بجلطة دماغية، إنه مرض ومن يتعرض له يستحيل أن يعود كما كان”، وحمل مراد مدلسي، رئيس المجلس الدستوري ”مسؤولية صناعة البلبلة في البلاد، لقد عرف بكلمة لو كنت ذكيا في ملف الخليفة ثم بأن العهدة الرابعة نكتة، ولما صار رئيسا للمجلس الدستوري جاءه الذكاء بالدوس على الدستور والقوانين”، وخاطب العقيد السابق رئيس المجلس الدستوري قائلا: ”لو كنت رجلا بأتم معنى الكلمة، صلح غلطتك واكشف للجزائريين أن هناك شغورا في السلطة منذ مرض بوتفليقة”، مضيفا: ”لقد أتوا بخمسة ملايين توقيع مزور، مثلما زوروا له رئاسيات 99 و2004 و2009... بركات من التزوير من فضلكم”، متوقعا ألا يحصل بوتفليقة في حال جرت الرئاسيات دون تزوير على أكثر من 10 بالمائة من الأصوات ”مثل بومدين الذي حصل على 12 بالمائة فقط في رئاسيات 76 وقد أبلغته ذلك بعد الانتخابات لما دخلت عليه ووجدته متبخترا بما حصل عليه من نتائج رسمية”. ولمح بن شريف إلى مسؤولية القوات الأمنية والجيش لما قال مازحا: ”أعيدوا لي قيادة الدرك الوطني شهرا واحدا وسأخرجكم من الظلمات إلى النور”، وقال إن ”أجهزة الأمن مكبلة أمام هذه المافيا، يحدثونك عن ألكابون، قل إنه أمام المافيا الحالية مسكين قليل الحيلة”، متابعا: ”هل رأيتم في حياتكم أحدا يملك 5000 حافلة، في الجزائر فقط يحدث هذا، بينما بعض الجزائريين لا يملكون عشاء ليلة”. وذهب بن الشريف بعيدا في انتقاد بوتفليقة، عائدا إلى ماضيه الثوري: ”لقد صدعوا رؤوسنا بأنه مجاهد كبير، بوتفليقة التحق سبعة أيام فقط بالجبل زمن الثورة ولم يطلق رصاصة واحدة، ثم غادر إلى وجدة”، وأعلن بالمقابل دعمه للمرشح علي بن فليس ودعا الجزائريين والجيش للتصويت له: ”إنه شاب ومثقف وشجاع، أعدكم أنتم الصحفيون أن يحرركم وأن يحرر العدالة أيضا”.