حقق حزب العدالة والتنمية التركي بزعامة رجب طيب أردوغان فوزا بنسبة مفاجئة في الانتخابات المحلية، حيث حصل على 45.4% من الأصوات، على عكس كل التوقعات خاصة من قبل خصومه السياسيين الذين توقعوا سقوطه في هذه الانتخابات عقب الصراع الضاري بين الحكومة وجماعة الداعية فتح الله كولن، وتهم الفساد التي طالت رئيس الوزراء التركي نفسه ومقربين منه، وحظره لموقعي تويتر ويوتيوب، فضلا عن المظاهرات الكبيرة التي اجتاحت تركيا خلال أحداث تقسيم الصائفة الماضية. استطاع حزب العدالة والتنمية الفوز برئاسة بلدية اسطنبول الكبرى بعد منافسة شرسة مع مرشح حزب الشعب الجمهوري الذي حظي بمساندة من جماعة الداعية فتح الله كولن، كما واجه حزب أردوغان تحديا مصيريا في العاصمة أنقرة وتغلب على حزب الشعب الجمهوري بفارق أقل من نقطة، أما في إزمير ثالث أكبر مدينة في اسطنبول فأخفق مرشح حزب العدالة والتنمية وهو أقدم وزير في الحكومة من الفوز بالمعقل الرئيسي لحزب الشعب الجمهوري (الأتاتوركي)، كما خسر حزب أردوغان جميع الولايات المطلة على بحر إيجه التي يهمين عليها حزب الشعب الجمهوري منذ سنوات طويلة. وفي مفاجأة غريبة، خسر حزب العدالة والتنمية ولاية هاتاي (أنطاكيا) التي فاز بها حزب الشعب الجمهوري، بينما تغلب حزب الحركة القومية على حزب العدالة والتنمية في ولاية أضنة القريبة من الحدود السورية، غير أن ولاية غازي عنتاب الحدودية فاز بها الحزب الحاكم. كما فاز حزب أردوغان بمعظم الولايات التركية الداخلية المشكلة لهضبة الأناضول، لكنه خسر جميع الولايات الأوروبية لحساب حزب الشعب الجمهوري إذا استثنيا اسطنبول ذات الخصوصية الجغرافية، كما خسر معظم الولايات التي تقطنها أغلبية كردية والواقعة في الجنوب الشرقي، إلا أنه استطاع تحقيق اختراقات في منطقة كردستان التركية التي تعتبر المعقل الرئيسي لحزب السلام الديمقراطي الكردي، وفاز بمحافظتين. حزب الشعب الجمهوري ورغم خسارته لهذه الانتخابات، إلا أنه نجح في رفع رصيده بثلاث نقاط، حيث حصل في انتخابات 2009 على نحو 24%، في حين حصل حزب الحركة القومية على نحو 15% من الأصوات وحل ثالثا، بينما حصل حزب السلام الديمقراطي الكردي على أقل من 7% من الأصوات فيما حل حزب السعادة الذي أسسه نجم الدين أربكان على 2%. وخرج أنصار حزب العدالة والتنمية ليلة أمس للاحتفال فور إعلان النتائج الأولية للانتخابات، وأعلن زعيم الحزب رجب طيب أردوغان ليلة أول أمس أمام الآلاف من أنصاره المحتشدين أمام المقر العام للحزب في أنقرة للاحتفال بالانتصار “لن تكون هناك دولة داخل الدولة، حان الوقت للقضاء عليهم”.