تعرض الموجودون بساحة المسجد الأقصى الشريف إلى حالة من الاختناق جراء استعمال قوات الاحتلال للغاز المسيل للدموع، ما دفع مجموعة من الشباب الفلسطيني للاشتباك مع جنود الاحتلال، وذكرت التقارير الواردة بأن الشباب الفلسطيني حاول أن يرابط بباحة المسجد لمنع المتطرفين اليهود من تدنيس المسجد الأقصى من خلال تقديم قرابين في “عيد الفصح”، وهي الدعوة التي أطلقها متطرفون يهود نهاية الأسبوع المنصرم، وتسببت المواجهة بين الطرفين في اندلاع اشتباكات بين الشباب الفلسطيني وقوات الاحتلال وجماعات يهودية متطرفة كانت تسعى لاقتحام المكان، وأشارت المعلومات الواردة إلى أن جنود الاحتلال قاموا بغلق مخارج المسجد الأقصى بالسلاسل الحديدية، مطالبين من المرابطين في المسجد تسليم أنفسهم للسماح للمجموعات اليهودية المتطرفة من الدخول وممارسة طقوسها. وأسفرت الاشتباكات عن إصابة شرطي من قوات أمن الاحتلال، فيما تم إصابة عدد من الشباب الفلسطيني واعتقال سيدة فلسطينية للتحقيق معها، كما قام جنود الاحتلال بغلق المسجد ومنع المصلين من الوصول إلى باحته. وسارعت الرئاسة الفلسطينية للتنديد بالاقتحام الإسرائيلي للمسجد الأقصى، محذرة من أن التغول الإسرائيلي من شأنه “إشعال حريق شامل” في المنطقة، فيما اعتبر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في بيان بثته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” أن السلطات الإسرائيلية “نفذت اعتداء على المسجد الأقصى” وجموع المصلين بما يخالف كل المواثيق الدولية، وقال أبو ردينة “إن هذا العدوان الجديد على المسجد الأقصى وعلى المصلين وفي هذا التوقيت بالذات يأتي في سياق الحملة المسعورة التي يقودها عتاة اليمين والمستوطنون، برعاية الحكومة الإسرائيلية وجيشها وبتواطؤ سافر منها، لفرض أمر واقع جديد يرمي إلى تهويد مقدساتنا خاصة المسجد الأقصى”. من جانبه، دعا وزير الأوقاف والشؤون الدينية محمود الهباش العالمين العربي والإسلامي للوقوف بحزم أمام الانتهاكات الإسرائيلية بشكل عام، والتقسيم الزمني بشكل خاص الذي أصبح ينفذ في المسجد الأقصى بشكل تدريجي من قبل الاحتلال، خاصة في هذه الأيام التي تشهد تصاعداً كبيراً في وتيرة الانتهاكات مع اقتراب الأعياد اليهودية. وأكد الهباش في بيان صحفي صدر أمس أن “الهجمة التي تتعرض لها مدينة القدس والمسجد الأقصى من قبل الاحتلال في الفترة الأخيرة تدل بما لا يدع مجالاً للشك بأن الأمر انتقل من مجرد انتهاكات فردية استفزازية سطحية إلى انتهاكات خطيرة مدروسة وممنهجة، تمارسها مؤسسة الاحتلال الإسرائيلي بكافة تفاصيلها الفكرية والإدارية والسياسية وحتى الدينية، تسعى فيما تسعى إليه إلى انتزاع السيادة عن المسجد الأقصى”، داعيا في السياق منظمة التعاون الإسلامي ومنظمة المؤتمر الإسلامي وشيخ الأزهر وكافة المؤسسات الدولية ذات العلاقة بحماية الأماكن الدينية والثقافية والتراثية، للعمل بجدية أمام المخطط الإسرائيلي الخطير في دلالاته ومنهجيته.