تنوي “التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي” استكمال سلسلة مشاوراتها مع عدد من الشخصيات الوطنية، بإجراء لقاء مع رئيس الجمهورية السابق، اليمين زروال، ووزير الخارجية الأسبق، أحمد طالب الإبراهيمي، وذلك في إطار التحضيرات المتواصلة لعقد ندوة “الانتقال الديمقراطي” المزمع تنظيمها شهر ماي أو جوان. يُنتظر أن يستضيف، اليوم، مقر حزب العدالة والتنمية، اجتماعا لقادة الأحزاب المنضوية تحت “التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي”، بهدف إجراء تقييم شامل لحصيلة عملها المشترك في الأسابيع الماضية، خاصة الأيام الأخيرة التي شهدت لقاءات مع 4 شخصيات وطنية هي: مولود حمروش، سيد أحمد غزالي، علي يحيى عبد النور وعلي بن فليس، بالإضافة إلى اتصالات مع حزب جبهة القوى الاشتراكية. وقال جيلالي سفيان، رئيس حزب جيل جديد، ل«الخبر”، إن هذا الاجتماع سيكون مخصصا لتقييم الاتصالات التي كلف بها كل طرف من داخل التنسيقية مع الأحزاب والشخصيات الوطنية. مضيفا أن الاجتماع أيضا سيشهد رفع مشروع “أرضية ندوة الانتقال الديمقراطي” التي جرى إعدادها من قبل لجنة متخصصة، إلى مستوى رؤساء الأحزاب. وتتضمن هذه الأرضية، وفق جيلالي سفيان، مقدمة عامة تشرح أسباب ودواعي الانتقال الديمقراطي، إلى جانب الأهداف المتوخاة من ذلك، وتشرح في جزء ثالث الآليات المقترحة لتحقيق تلك الأهداف. وأضاف سفيان أن التنسيقية ستدرس أيضا إنشاء لجنة مشتركة تضم كافة المشتركين في ندوة الانتقال الديمقراطي، ولا تكتفي فقط بالمحسوبين عليها، ومعروف أن التنسيقية تضم أحزاب الأرسيدي وحمس والنهضة والعدالة والتنمية، وجيل جديد، إلى جانب المترشح الرئاسي المنسحب أحمد بن بيتور. وذكر سفيان أن الندوة المزمع إجراؤها لن تكون في 17 و18 ماي القادم كما جرى تداول ذلك إعلاميا، ومن المرجح أن تكون في نهاية شهر ماي إلى بداية جوان، وذلك لإفساح المجال أمام التنسيقية لإجراء أكبر قدر من المشاورات وضمان أكبر حضور ممكن. لافتا إلى أن الاجتماع سيضبط قائمة جديدة من الشخصيات التي ستلتقيها التنسيقية. وفي هذه النقطة، قالت مصادر ل«الخبر” إن الشخصيتين القادمتين ستكونان على الأرجح رئيس الجمهورية السابق اليمين زروال ووزير الخارجية الأسبق أحمد طالب الإبراهيمي. وحول تفاصيل اللقاء الذي جمع قادة التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي مع المترشح الرئاسي السابق علي بن فليس والأحزاب الملتفة حوله في إطار ما يعرف ب«قطب التغيير”، قال محمد ذويبي، رئيس حركة النهضة وعضو التنسيقية، “إن الأفكار التي تم طرحها في بداية الاجتماع كانت متباينة بسبب الموقف من الانتخابات الرئاسية الذي ذهب إليه كل طرف، باتجاه المقاطعة من ناحية التنسيقية أو المشاركة عند جماعة بن فليس”. وأضاف أن الجميع اتفق بعد ذلك أن هذا كان من الماضي وعلينا أن ننطلق إلى المستقبل. وحسب ذويبي، فإن بن فليس قال إنه بصدد إعداد مشروع بمعية الأحزاب التي تسانده، يكون هدفه “إعادة الشرعية” إلى الشعب، ولم يحبذ كثيرا فكرة الانتقال الديمقراطي التي طرحناها عليه بسبب اعتقاده أنها المسار الذي اتخذته الجزائر في التسعينات من خلال “مجلس الدولة” الذي أنشئ في وقتها. لكننا، يضيف ذويبي، طمأنّاه بأن مشروعنا يختلف تماما عن ذلك المسار، ويسعى أيضا إلى إعادة الشرعية للشعب عبر انتخابات حرة وديمقراطية. وعند هذه النقطة، اتفق الجميع، حسب ذويبي، على معاودة الاتصال من أجل مناقشة نقاط التماس في المشروعين والاتفاق على آليات مشتركة ما دام الهدف موحدا.