يكشف متتبع معرض ”فرناند بويون في الجزائر”، والمحاضرة التي ألقتها المهندسة المعمارية، مريم معاشي معيزة، أول أمس، بالمعهد الفرنسي بالجزئر، أن المسار المهني لبويون وعلاقته بالجزائر ينقسم إلى مرحلتين، حيث امتدت المرحلة الأولى خلال الخمسينيات عندما جاء إلى الجزائر لتصميم بنايات للسكان الأصليين في ”ديار المحصول” و”ديار السعادة”، بينما امتدت المرحلة الثانية بين 1965 و1984. وكان بويون قد اختار المنفى في الجزائر عقب المتابعة القضائية التي تعرض لها بسبب سوء تسيير المركز الوطني للسكن الذي كان يشرف عليه، فسجن بين 1963 و1964. وذكرت المحاضرة أن إنجاز بويون لا يمكن أن يلصق عليه أي تأثيرات غربية، إذ تمكّن من تحقيق التزاوج بين الشرق والغرب. ويبرز معرض ”بويون” المقام حاليا خارج أسوار المعهد الفرنسي بالجزائر إسهاماته خلال الحقبة الاستعمارية، بالتركيز على بنايات ”ديار المحصول” و”ديار السعادة” و”كليما دو فرانس”. وذكرت معيزة أن بويون ”كان يصر على إنجاز البناية في وقت وجيز وبأقل تكلفة، دون إغفال الجانب الجمالي، وحمله هذا التصور إلى تصميم أحياء تستجيب لتطلعات المجتمع وبمواد محلية وطبيعية، مما سمح بإعادة بعث نشاط الحرفيين”. ويظهر ارتباط بويون بالبعد العربي والإسلامي للجزائر، من خلال المركبات السياحية التي شيّدت في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين على طول الساحل الغربي للجزائر العاصمة بزرالدة وسيدي فرج وتيبازة. كما أنجز بويون في الجنوب الجزائري فنادق سياحية في واحات الساورة وڤورارة والمزاب بغرداية. للعلم يتواصل معرض ”المهندس المعماري فرناند بويون في الجزائر” إلى غاية 15 جوان القادم.