إستمتع الجمهور الجزائري مساء أول أمس، بحفل موسيقي يحتفي بعراقة طابع الجاز وامتداده العالمي، وذلك خلال السهرة الثانية من سهرات البرنامج الثقافي الذي سطره المهرجان الأوروبي بالجزائر لعشاقه الأوفياء. السهرة الثانية من عمر المهرجان الثقافي الأوروبي بالجزائر، كانت مخصصة لمحبي موسيقى الجاز، شاركت بها دولة السويد لتعرف الجمهور العاصمي بوجه من ثقافتها الموسيقية. الحفل الموسيقي أحياه الموسيقي السويدي المعروف "Gustav Lundgren" رفقة الفنانة الفرنسية المولودة في إسبانيا "سيسيليا كرول"، رافقهما على آلة الكونترباص "أندريس أونج" و«مارتن فيدلوند" على القيتارة. ليمتع أعضاء فرقة "Gustav Lundgren Trio" الحضور بأجمل المقاطع الفرنسية الكلاسيكية بقاعة عيسى مسعودي بمقر الإذاعة الوطنية. قدمت الفرقة طوال ساعتين من الزمن العديد من المقاطع الموسيقية المنسوبة إلى طابع الجاز، لتدخل عليه من حين لآخر مقاطع من الفالس والجافا. رافقتها الفنانة الشابة "سيسيليا كرول" بصوتها الناعم والمتميز لتضيف لألحان الآلات الموسيقية نغمة رقيقة بأسلوبها الخاص نالت بها إعجاب الجمهور، الذي رافقها بالتصفيق على إيقاع معين. خلال العرض الموسيقي فاجأ ضيوف المهرجان الأوروبي بالجزائر الحضور الغفير الذي ملأ قاعة عيسى مسعودي، بأداء ثنائي مع مغني القناوي الجزائري "جوباتوري"، الذي قدم مقطعا من أغنية "بانيا" مزجت ألحانها بين هدير أوتار القمبري وأصوات القيتار والكونترباص، التي لم تكد تسمع نتيجة طغيان الآلة الإفريقية عليها. لتلحقه على الخشبة الفنانة الجزائرية "كريمة نايت"، التي تجمع بين طابعي البلوز والجاز. كما قدمت الشابة الجزائرية بدورها أغنية "te voila" رافقها أفراد الفرقة السويدية على ألحانها بآلاتهم الوترية. ليقدموا وصلة متناسقة الأصوات برعت خلالها الفنانة الجزائرية في التواصل مع جمهور القاعة الذي دفعته لترديد كلماتها والتصفيق معها. أما ختام السهرة، فكان مزيجا فنيا جزائريا أوروبيا، حيث تقاسمت الفرقة السويدية خشبة قاعة عيسى مسعودي رفقة المغنيين الثلاثة "سيسيليا كرول"، "كريمة نايت" و«جوباتوري". ليقدموا بأصواتهم وطوابعهم الموسيقية المختلفة مقطعا موسيقيا راقصا، جمع بين ألحان القناوي، البلوز والجاز، الأنواع الموسيقية العالمية التي تتقاسم الأصول المتجذرة نفسها من قارة إفريقيا. يجدر بالذكر، أن الطبعة ال 15 للمهرجان الثقافي الأوروبي بالجزائر، تستمر إلى غاية الثلاثين من هذا الشهر، حيث تشهد التظاهرة مشاركة 17 دولة أوروبية في نشاطات ثقافية تجمع بين الموسيقى، المسرح، الرقص، السينما، إضافة إلى المعارض والندوات التي ستقسم في الجزائر العاصمة بين قاعتي "ابن خلدون"، وقاعة "عيسى مسعودي" بمقر الإذاعة الوطنية وولايات أخرى مثل عنابة، قسنطينة، وهران وتلمسان. سارة. ع تدشين معرض للصور حول أعمال المهندس المعماري "فرناند بويون في الجزائر" دشن بالمعهد الفرنسي بالجزائر العاصمة، أول أمس، معرض لصور مريم معاشي معيزة، خصص لأعمال المهندس المعماري الفرنسي "فرناند بويون في الجزائر". يقدم هذا المعرض الذي يحمل عنوان "المهندس المعماري فرناند بويون في الجزائر" من خلال حوالي 15 ملصقة على واجهات المعهد مجموعة من أعمال بويون في الجزائر. وخصص الجزء الأول من المعرض لبنايات الحقبة الاستعمارية بالجزائر العاصمة أحياء ديار المحصول وديار السعادة وكليما دو فرانس، مبرزا حرص المهندس المعماري على انجاز البناية في وقت وجيز وبأقل تكلفة دون إغفال الجانب الجمالي. ودفع هذا المسعى المهندس المعماري إلى تصميم أحياء تستجيب لتطلعات المجتمع وبمواد محلية وطبيعية مما سمح بإعادة بعث نشاط الحرفيين. وعلى واجهات المعهد، أهديت لوحات أخرى لمشروع فرناند بويون، الذي قام بانجاز حوالي أربعين مركبا سياحيا لتفعيل هذا القطاع بعد قدومه منفيا إلى الجزائر سنة 1965 إثر فضيحة عقارية بفرنسا. وتدل المركبات التي بنيت على طول الساحل الغربي للجزائر العاصمة على غرار مركبات زرالدة وسيدي فرج وتيبازة على الإلهام المعماري المستوحى من الطبوع المعمارية لقصبة الجزائر العاصمة أو بلاد الأندلس أو إيطاليا. وفي الجنوب الجزائري، أنجز فرناند بويون مستلهما من واحات الساورة وقورارة مجموعة من الفنادق على غرار القورارة بأدرار وعنتر ببشار والمزاب بغرداية وطاهات بتمنراست. واعتبرت مريم معاشي معيزة، وهي مهندسة معمارية، أن تصاميم ومسعى فرناند بويون ينبغي أن تكون "مصدر إلهام" للهندسة المعمارية العصرية. وسيتواصل معرض "المهندس المعماري فارناند بويون في الجزائر" إلى غاية ال 15 جوان المقبل. الجوق المغاربي الكبير ينشط حفل اختتام الطبعة الخامسة لمهرجان "أندلسيات القليعة" أحيا الجوق المغاربي الكبير مساء أول أمس السبت، بالعاصمة، حفل اختتام الطبعة الخامسة لمهرجان "أندلسيات القليعة"، الذي تم افتتاحه يوم ال 7 ماي من خلال أداء موسيقيي عدة مدارس كبرى بالمغرب العربي لمجموعة من الأغاني والطبوع الأندلسية. وقدمت الفرقة المغاربية "دار الغرناطية" من مدينة القليعة (الجزائر) و«شباب موناستير" (تونس) و«دار الالة" (المغرب)، تحت قيادة محمد الشريف سعودي ومحمود فريح وإبراهيم الوزاني برنامجا ثريا ومتنوعا أمتع الجمهور الغفير الحاضر بقاعة ابن زيدون. وسبق حفل الجوق المغاربي الكبير عرضا قدمته فرقة الدار الغرناطية لمدينة القليعة المتكونة من 24 موسيقيا منها 11 امراة لمدة نصف ساعة قامت خلاله المطربة ليلى بورصالي ذات الصوت العذب بأداء عدة طبوع للأغنية الأندلسية. وقامت بعدها الفرقة المغربية دار الالة للدار البيضاء بتقديم عرض أثبت خلاله تحكمها الكبير في الطابع الصوفي المتميز بإيقاعاته الروحانية وأنغامه الآخذة. واعتبر الجامعي والباحث المغربي عبد الله الوزاني يقول إنه خلال هذا الحفل الختامي تمازجت أصوات المغرب العربي لمدة تقارب ساعتين في تناسق وتناغم الموسيقى العالمية "معززة بذلك الروابط بين الشعوب من أجل مغرب عربي قوي ومتحد". وافتتح حفل اختتام هذا المهرجان بعرض فيلم وثائقي لمدة تقارب الساعة حول مشوار الحاج سليمان عناني (1923-2013) وهو مؤسس الجمعية الغرناطية سنة ، التي اصبحت فيما بعد دار الغرناطية، حيث تم التذكير بتمسك الرجل بالعلوم والفن وكذا حضوره القوي في مجال تكوين الموسيقيين ومرافقتهم.