شهدت الطبعة 15 للصالون الدولي للسياحة والأسفار التي أسدل الستار عنها أمس، مشاركة 202 عارض من بينهم 18 أجنبيا من 10 دول، حاولوا عرض منتجاتهم في سياق الترويج لعدة وجهات ومقاصد سياحية مع اقتراب فصل الصيف، حيث يتوقع أن يقضي حوالي 3 ملايين جزائري عطلهم هذه السنة خارج الديار، وتبقى تونس وتركيا أولى أهم المقاصد السياحية، في حين تبقى فرنسا مستثناة لكونها مقصدا للزيارات الأسرية أكثر منها للسياحة. تكشف العروض المقترحة من قبل أغلب وكالات الأسفار والسياحة عن أسعار لقضاء أسبوع إلى 10 أيام في تونس تتراوح بين 3 ملايين و4 ملايين سنتيم، بينما تصل بالنسبة للوجهة التركية ما بين 8 ملايين إلى 12 مليون سنتيم. وبرزت خلال الأيام الثلاثة للطبعة الجديدة من الصالون الدولي للسياحة والأسفار الذي نظمت بقصر المعارض الصنوبر البحري تنافسا غير معلن بين الوجهات التقليدية الموسمية مثل تونس وتركيا وبدرجة أقل اسبانيا والمغرب ومصر، وبين الوجهات الجديدة التي تريد أن تجد موطأ قدم لها، من بينها الأردن وأندونيسيا وماليزياوكوبا ومالطا ولبنان، ولكن أيضا وجهات أخرى بأسفار منظمة مثل الولاياتالمتحدة رغم صعوبة الحصول على التأشيرة. ومع اقتراب فصل الصيف وارتقاب تنقل حوالي 3 ملايين جزائري لقضاء عطلهم، أماطت مختلف وكالات الأسفار والسياحة اللثام عن مختلف عروضها، بما في ذلك التخفيضات والمزايا المقدمة، مع رغبة عدد من الوجهات الأخرى في التموقع، على غرار اليونان ومصر والأردن ولبنان. واتضح من خلال المعاينة الميدانية وتصريحات مسؤولي مختلف الوكالات الحاضرة، أن الوجهة التونسية بدأت تدريجيا تعود إلى الواجهة، مستفيدة من العروض الترقوية المقدمة مقارنة بالأسعار المعتمدة من قبل وجهات أخرى، فقد عرفت الوجهة التونسية مجددا انتعاشا مند نهاية السنة الماضية بنسبة تراوحت ما بين 20 و30%. وتقدم وكالات الأسفار عروضا جديدة، مع الإعلان عن تخفيض عام يصل إلى 20% وحتى 30% أحيانا لاستقطاب السائح، ومن بين العروض المقدمة رحلة لمدة 10 أيام تشمل سوسة ونابل وزيارات سياحية إلى الحمامات ومونستير انطلاقا من العاصمة والبليدة والمدية وبسكرة برا بسعر يقدر ب27500 دينار، كما سجلت عروضا لمدة 10 أيام كصيغة عائلية للحمامات ب45900 دينار في جوان وسبتمبر و55900 دينار في أوت. بالمقابل، تظل الوجهة التركية أيضا مطلوبة بكثرة، وأضحت ثاني وجهة رئيسية خلال الصيف حسب الطلبات والحجوزات، حيث تقترح الوكالات رحلة لمدة 8 أيام بكافة الترتيبات المتصلة بالسفر لإسطنبول بقيمة 52 ألف دينار و90 ألف دينار، بينما تعرض وكالات إقامة بفندق 4 نجوم لمدة 8 أيام بقيمة 125000 دينار و112000 دينار خلال 6 أيام، و106000 دينار خلال 8 أيام بفندق 3 نجوم، كما تصل العروض بالنسبة للوجهة التركية إلى 135000 دينار لإقامة 8 أيام وتوفير خدمات موسعة وتكفل تام بفندق 4 نجوم. ورغم صعوبة تحرك السياح باتجاه المغرب نظرا لغلق الحدود البرية وهو السبب الرئيسي لتواضع أعداد الزيارات إلى هذا البلد الجار، فإن عددا معتبرا من الجزائريين يؤكدون تفضيلهم لهذه الوجهة التي يمكن أن تكون في نظرهم إذا أتيح السفر برا إليها أفضل منافس للوجهة التركية، وتقدم عدد من الوكالات خدماتها بعروض للإقامة في المغرب تشمل أغادير ومراكش والدار البيضاء لمدة 11 يوما بقيمة 146900 دينار للإقامة بفندق 4 نجوم، ومجانية التكفل للأطفال الذين تصل أعمارهم إلى سنتين ونسبة 50% للأطفال دون 12 سنة باستثناء التذكرة. ولا تزال الأوضاع السائدة في مصر تؤثر على هذا المقصد السياحي رغم العروض الترقوية المقدمة، حيث يتم اقتراح إقامة في شرم الشيخ لمدة 10 أيام بقيمة 118000 دينار. وهناك وجهات سياحية جديدة أو على الأقل حديثة العهد حسب مسؤولي الوكالات السياحية، مثل كوبا وأندونيسيا وماليزيا وتايلاند، ولكن الأسعار تظل عائقا كبيرا وعاملا يحد من قدرتها السياحية، ليظل لسان حال الكثير من الجزائريين أن قضاء العطلة الصيفية ستكون في الوجهة التي توفر أقصى حد من المزايا، مع مراعاة الأسعار والتكلفة خاصة بالنسبة للأسر، فرحلة بانكوك بتايلاند تكلف لمدة أسبوع 198000 دينار، بالمقابل تم اقتراح رحلات إلى كييف بأوكرانيا ب94 ألف دينار لمدة 5 أيام و101.200 دينار لرحلة إلى سان بترسبورغ بروسيا لمدة 4 أيام، مقابل 130 ألف دينار إلى 180 ألف دينار للإقامة في ماليزيا لمدة 6 أيام إلى أسبوع. في نفس السياق، تفيد تقديرات إحصائية أن متوسط إنفاق الجزائري على السفر يقدر ما بين 600 و2000 أورو كمعدل، ما يدفعه إلى اختيار الوجهات الأقرب. بالمقابل فإن دخول شركات الطيران والسلاسل الفندقية في خط المنافسة يساهم في إعطاء دفع لبعض الوجهات السياحية، إذ تقدم السلاسل الفندقية عروضا أيضا تسري على شبكتها خارج الوطن، كما تعمد شركات الطيران إلى إبراز التخفيضات التي تعتمدها مقابل رغبة لدى الفنادق ووكالات الأسفار إلى إعطاء صورة جاذبة للسياح. وهو ما يساهم مثلا في بروز وجهة جديدة مثل مالطا بسعر يتراوح ما بين 45 ألف و55 ألف دينار.