أندونيسيا وماليزيا وكوبا وجهة جديدة للجزائريين شهدت الطبعة ال13 للصالون الدولي للسياحة والأسفار مشاركة جميع الفاعلين المحليين و14 بلدا، جاءوا خصيصا للترويج واستقطاب السياح الجزائريين، المقدر عددهم سنويا ما بين 5, 2 إلى ثلاثة ملايين جزائري يقضون عطلهم خارج البلاد خلال السنة. عكست الطبعة الجديدة التي نظمت بقصر المعارض الصنوبر البحري تنافسا غير معلن بين ثلاثة وجهات رئيسية، هي تونس وتركيا والمغرب، التي تبقى من أهم الوجهات السياحية الموسمية، مع رغبة عدد من الوجهات الأخرى التموقع، على غرار اليونان ومصر والأردن ولبنان. واتضح من خلال المعاينة الميدانية، وتصريحات بعض القائمين على النشاطات السياحية، أن الوجهة التونسية بدأت تدريجيا تعود إلى الواجهة، مستفيدة من العروض الترقوية المقدمة، مقارنة بالأسعار المعتمدة من قبل وجهات أخرى، فقد عرفت الوجهة التونسية مجددا انتعاشا خلال الأربعة أشهر الماضية بنسبة فاقت 30 بالمائة. كما تظل الوجهة التركية أيضا مطلوبة بكثرة، وينتظر أن تكون ثاني وجهة رئيسية خلال الصيف المقبل، بينما تظل صعوبة تحرك السياح باتجاه المغرب نظرا لغلق الحدود البرية السبب الرئيسي لتواضع أعداد الزيارات إلى هذا البلد الجار، مع أن عددا معتبرا من الجزائريين يؤكدون تفضيلهم لهذه الوجهة، التي يمكن أن تكون في نظرهم، إذا أتيح السفر برا إليها، أفضل منافس للوجهة التونسية، فيما أثرت الأوضاع السائدة في مصر على هذا المقصد السياحي. وهناك وجهات سياحية جديدة، أو على الأقل حديثة العهد، حسب مسؤولي الوكالات السياحية، مثل كوبا وأندونيسيا وماليزيا، ولكن الأسعار تظل عائقا كبيرا، وعاملا يحد من قدرتها السياحية، ليظل لسان العديد من الجزائريين الذين زاروا الصالون أن قضاء العطلة الصيفية ستكون في الوجهة التي توفر أقصى حد من المزايا، مع مراعاة الأسعار والتكلفة، خاصة بالنسبة للأسر. وأشارت تقديرات إحصائية كشف عنها عدد من المختصين في الصالون أن متوسط إنفاق الجزائري على السفر، يقدر ما بين 80 ألف دينار و180 ألف دينار كمتوسط، ما يدفعه إلى اختيار الوجهات الأقرب. بالمقابل، فإن دخول شركات الطيران والسلاسل الفندقية في خط المنافسة يساهم في إعطاء دفع خاص لبعض الوجهات السياحية، إذ تقدم السلاسل الفندقية عروضا أيضا تسري على شبكتها خارج الوطن، كما تعمد شركات الطيران إلى إبراز التخفيضات التي تعتمدها، مقابل رغبة لدى الفنادق ووكالات الأسفار إلى إعطاء صورة جاذبة للسياح. مدير عمليات الجزائروتونس لمجموعة ''أكور'' الفرنسية ل''الخبر'' ''التزمنا بإقامة 24 فندقا بمقاييس دولية مع احترام الخصوصية الجزائرية'' كشف السيد سيباستيان ماري، مدير العمليات في الجزائروتونس للمجموعة الفندقية الفرنسية والدولية ''أكور''، عن مشاريع استثمارية جديدة ستقام خلال السنتين المقبلتين، متوقعا أن يصل عدد الفنادق التي ستقام على المدى القصير إلى 24 فندقا، من طراز ''ايبيس'' و''نوفوتال'' و''كور دوفيل'' ، بقدرة استيعاب تصل إلى 3500 سرير على الأقل. وأوضح نفس المسؤول، في تصريح خص به ''الخبر''، على هامش افتتاح الصالون الدولي للسياحة والأسفار، أن سطيف ستكون الوجهة القادمة لإقامة ''ايبيس'' و''نوفوتال''، وسيتم الشروع في الأشغال بداية جوان المقبل، كما تم الحصول على قطعة أرضية لإقامة مشروع فندقي بسكيكدة، مع الشروع في الأشغال خلال السداسي الأول من 2013، بقدرة 150 فندق وفضاء للاجتماعات، كما سيتم الشروع في إقامة مشروع بجيجل خلال السداسي الثاني من 2013، بقدرة 140 إلى 150 سرير، مضيفا أنه سيشرع في تجسيد مشروع ''نوفوتال'' العاصمة بباب الزوار، بقدرة 250 سرير، والذي سيتضمن فضاء للاجتماعات. ولاحظ سيباستيان ماري أن ''الأمر يتعلق بتحدٍ سنرفعه، ونسعى للحصول على قطع أرضية لإقامة فنادق أخرى بالعاصمة في وسط المدينة، فندق أو اثنين ''ايبيس'' وفندق ''كور دو فيل'' في وسط العاصمة، دون أن نغفل عن مدن الجنوب التي تتوفر على قدرات كبيرة''. وشدد ماري ''لقد استفدنا من روح المبادرة والإرادة التي لمسناها لدى السيد الجيلالي مهري، وهو ما كان واضحا مع مشاريعه، خاصة فندق ''روايال'' بوهران الذي يعرف توسعا. كما يرتقب أن يفتح للجمهور نهاية 2012 مركب الوادي، الذي يمكن أن يتحول إلى أهم المقاصد السياحية بالمنطقة''، مستطردا ''بالنسبة إلينا الأولوية تكمن في تقديم أفضل خدمة للزبائن في الجزائر بمقاييس دولية، وبأسعار تنافسية، مع مراعاة الخصوصية الجزائرية والمحلية، من خلال توفير الأطباق المحلية، وتوفير مزايا، مثل استفادة الأطفال دون 16 سنة ضمن الأسر إلى مجانية الخدمة، ولكن أيضا الاعتماد على الكفاءات الجزائرية، التي يتم تأهيلها وتكوينها، بعد أن لمسنا رغبة كبيرة في العمل والمبادرة''. وعن المشاريع الإجمالية المسطرة، أكد ماري ''لقد التزمنا مبدئيا بإقامة 24 فندقا بقدرة 3600 سرير، وأخذنا على عاتقنا ضمان وتيرة سريعة، مع فتح أربعة فنادق في ظرف سنة، ولكن الإجراءات الإدارية، والبطء المسجل في بعضها، يؤخر نوعا ما المواصلة في نفس الوتيرة، رغم الجهود الكبيرة التي يبذلها وزير القطاع والدعم المقدم من قبله. وعليه فإننا يمكن أن نجسد، في غضون 2016 إلى 2018، على الأقل 15 فندقا، ومواصلة الجهود لبلوغ الأهداف المسطرة''. وشدد ماري على الالتزام بتقديم كل المستلزمات وكافة أسباب الراحة للزبون. وعن الأسعار التي يعتبرها البعض أعلى من مثيلاتها في بلدان أخرى، أكد سيباستيان ماري ''نحن نعمل في سوق تبقى فيه كلفة البناء والتسويق أعلى، ف''ايبيس'' في الجزائر يختلف عما هو موجود في أوروبا من حيث المنشآت القاعدية، لأننا مجبرون على إقامة ملاحق مثل فضاءات التخزين والجزارة، لأنه يتعين توفير المواد الغذائية وغيرها بصورة منتظمة، كما نستورد تجهيزات ومنتجات، وتبقى الأسعار في حدود معقولة مقارنة بالأعباء الإضافية''. الوزير ميمون يؤكد أن الفرصة مواتية لإعادة بعث وجهة الجزائر ''نتوقع 2,3 مليون سائح في 2012 ونسبة نمو ب35 بالمائة'' أكد وزير السياحة والصناعة التقليدية، إسماعيل ميمون، أن الأرقام التي قدمتها المديرية العامة للأمن الوطني أظهرت ارتفاعا في عدد السياح الذين دخلوا الجزائر في الثلاثي الأول، بحوالي 35 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، متوقعا بأن يصل العدد الإجمالي لهؤلاء، نهاية السنة، إلى 2,3 مليون سائح سيدخلون إلى الجزائر. أشار ميمون إلى أن استمرار نفس وتيرة دخول السياح إلى أرض الوطن، مثلما كانت عليه في الشهور الأولى من هذه السنة، سيسمح برفع عدد السياح الوافدين إلى الجزائر إلى حوالي 2,3 مليون سائح، ''وتبقى هذه مجرد توقعات''، أكد الوزير، الذي أشار إلى أن عدد الوافدين إلى الجزائر من سياح قد ارتفع خلال الثلاثي الأول بحوالي 35 بالمائة مقارنة بأرقام 2011، مشيرا، في هذا السياق، إلى أن العدد الإجمالي للسياح في السنة ارتفع من 9,1 مليون سائح في 2010 إلى 4,2 مليون سائح في 2011، ''ونرتقب أن يرتفع في .''2012 من جهة أخرى، أكد وزير السياحة والصناعة التقليدية، على هامش افتتاح الصالون الدولي للسياحة والأسفار في طبعته ال13، أن الجزائر مستعدة لاستقبال السياح من مختلف أنحاء العالم، وفي أحسن الظروف، رافضا كل الحملات التي تحاول التشكيك في الأوضاع السائدة في الجزائر، خاصة الهاجس الأمني، حيث دعا الوزير الصحافة الأجنبية المتواجدة بالجزائر، بمناسبة الصالون، إلى التجول في الجزائر، والتأكد من الحالة الأمنية، ونقل الصورة الحقيقية للسياحة في الجزائر . ورغم اعترافه بوجود بعض النقائص، خاصة ما تعلق بالإيواء والنوعية، إلا أن ميمون أكد أن السياحة بدأت تستعيد عافيتها، خاصة مع فتح المجال للخواص للاستثمار بمساعدات من الدولة التي تخلت عن الاستثمار في القطاع السياحي جزئيا، مشيرا إلى أن هناك 700 مشروع سياحي خاص يوجد في طور الإنجاز، من شأنه أن يوفر 83 ألف سرير جديد تضاف إلى 93 ألف سرير المتوفرة في الوقت الحالي. كما أشار الوزير أن الدولة، من خلال الشركة الدولية للفندقة، ستقوم بإنجاز فندقين تحت علامة ''ماريوت'' في قسنطينة وعنابة، وذلك بداية من شهر جويلية القادم. وفي سياق آخر، أشار الوزير إلى أن الطبعة ال13 لصالون السياحة والأسفار عرفت مشاركة قوية للعارضين، وذلك من خلال 256 عارض، منهم 25 أجنبيا قادمين من 15 جنسية مختلفة، إلى جانب المؤسسات الكبرى، أو ما يعرف بصناع الأسفار، والمقدر عددهم ب30، بالموازاة مع حضور 40 إعلاميا أجنبيا قدموا إلى الجزائر من أجل اكتشاف قدراتها السياحة. وأكد ميمون على ضرورة ''ترقية وجهة الجزائر السياحية، من خلال تشجيع السياحة الداخلية، وتحسين الخدمات، وتوسيع مرافق الإيواء، بدعم الاستثمار، مبرزا ضرورة ترقية السياحة الصحراوية، نظرا للأهمية التي تكتسيها هذه الأخيرة، والتي تعد محل اهتمام السياح الأجانب. مدير الديوان الوطني للسياحة التونسية فوزي باسلي ل''الخبر'' ''سجلنا نسبة نمو ب34 بالمائة وعودة كبيرة للسياح الجزائريين'' أعلن السيد فوزي باسلي، مدير الديوان الوطني للسياحة التونسية، عن تسجيل نسبة نمو تعادل 34 بالمائة، من حيث توافد الجزائريين إلى تونس، كاشفا عن إجراءات جديدة لتقليص مدة انتظار الجزائريين في الحدود البرية خلال هذا الصيف. وأوضح باسلي، في تصريح ل''الخبر'': ''بدأنا بتطمين السياح الجزائريين بخصوص الوضع الأمني والاقتصادي والاجتماعي في تونس، وشرعنا في تقديم خدمات إضافية، وفي التحضير لاستقبال عدد كبير من السياح الجزائريين، وعليه نجحنا في رفع التحدي، خاصة وأن الجزائريين من أهم السياح الذين يزورون تونس، وإلى غاية 10 ماي الجاري سجلنا نسبة نمو بلغت 34 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من 2011 لتوافد الجزائريين إلى تونس، وهذه الزيادة تمثل نسبة العجز الذي سجلناه خلال العام الماضي بأكمله، فقد فقدنا حوالي 300 ألف سائح جزائري، إذ كنا نستقبل ما بين مليون إلى 2, 1 مليون سائح جزائري سنويا، وبلغنا 700 ألف سائح العام الماضي، ونتوقع أن نبق في نفس النسبة خلال السنة. ولاحظ باسلي أن المشاركة التونسية هذه السنة في الصالون معتبرة، وجاء الفاعلون من وكالات أسفار ومحترفين لاقتراح عروض جديدة، بما في ذلك تلك التي ستقدم للجزائريين خلال شهر رمضان، حيث عمدنا إلى ضمان تكوين الطباخين على الأكل الجزائري، ونتوقع أن نصل حدود 950 ألف سائح جزائري هذه السنة، مع عودة إلى الأوضاع العادية في 2013، مضيفا أن كافة الفنادق مستعدة لتقديم أفضل الخدمات. وعلى صعيد آخر، كشف باسلي عن تدابير جديدة للسياح الجزائريين على الحدود البرية، حيث سيتم تبسيط الإجراءات إلى أقصى درجة، وتقليص مدة الانتظار إلى حدود نصف ساعة ومضاعفة الموارد البشرية، فضلا عن تدعيم العروض لاستقطاب المزيد من السياح الجزائريين، مشيرا إلى أنه تم استقبال حوالي 45 ألف جزائري في 2011 خلال شهر رمضان، وينتظر أن يقدر العدد هذه السنة ما بين 50 إلى 55 ألف، مع استفادة هؤلاء من خدمات ومزايا خاصة، لاسيما بالنسبة للعائلات.