أعادت وكالات السياحة والأسفار الجزائرية الوجهة المصرية، هذا الصيف، بعد أن تم تعليقها منذ أحداث أم درمان في 2009، وتوجه عشرات الجزائريين إلى منتجع شرم الشيخ السياحية، بعد أن تم خفض تكاليف الإقامة ب50 بالمائة. تلقت مختلف الوكالات السياحية، مؤخرا، عروضا كتابية من المتعاملين السياحيين المصريين، تحدد أهم الامتيازات التي ستوفر للسياح الجزائريين الوافدين إلى منتجع شرم الشيخ السياحية. وتم الاتفاق على إعادة الوجهة المصرية، التي ألغيت بقرار من النقابة الوطنية للوكالات السياحية، شتاء العام 2009، بالنظر لعودة العلاقات بين الجزائر ومصر بعد ثورة 25 جانفي وسقوط نظام حسني مبارك. وأوضح ممثلو الوكالات السياحية، التي تحدثت إليهم ''الخبر''، بأن ''العروض التي قدمتها مصر منافسة لنظيرتها في تونس والمغرب وتركيا، والتي تعد من أهم الوجهات السياحية للجزائريين صيفا''. وقال صاحب وكالة سياحية بالعاصمة إن وفدا سياحيا جزائريا توجه إلى منتجع شرم الشيخ، وستتبعه حتى شهر أوت ثلاثة وفود، ولقوا معاملة مغايرة تماما لما كانت عليه بعد أحداث أم درمان. وينبه المتحدث إلى أن ''العرض السياحي المقدم من طرف متعاملين سياحيين في مصر، وصلت تخفيضاته إلى حدود 50 بالمائة''. ويتمكن السائح الجزائري من قضاء 15 يوما في فندق 5 نجوم بما يوفره من أكل وشرب، بما يعادل 12 مليون سنتيم، وباحتساب تكاليف التأشيرة والسفر. ويؤكد أصحاب الوكالات السياحية الجزائرية بأن ''هذا العرض لا يضاهيه أي عرض آخر لا في تونس ولا تركيا ولا المغرب، مع العلم أن سعر تذكرة الطائرة من العاصمة نحو مطار شرم الشيخ يقدر ب47 ألف دينار''. ومع أن تونس تقدمت بعروض مغرية وتخفيضات للسياح الجزائريين، إلا أن وزارة السياحة المصرية والمتعاملين السياحيين قرروا إعادة الوجهة المصرية بعروض خيالية، خصوصا بعد أن انهار الاقتصاد المصري وقطاع السياحة بعد الثورة الشعبية. وبرأي أصحاب الوكالات السياحية، فإن ''معاملة السياح الجزائريين تغيرت نحو الأحسن، من ناحية الاستقبال سواء على مستوى المطار أو الفنادق، وهو ما يعد حافزا كبيرا لاختيار الوجهة المصرية هذا الصيف، وحتى قضاء أسبوعين من شهر رمضان، بتقديم خدمة خاصة للصائمين''. من جهته، أوضح رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحة والأسفار، بشير جريبي، بأن ''قرار رفع التحفظ عن الوجهة المصرية تم بصفة غير رسمية، وأن المجال مفتوح أمام الوكالات السياحية الخاصة''. وأوضح بأن ''العروض المغرية هذا العام غيرت من خريطة عطل الجزائريين''. وقال إن ''قرار منع الوجهة المصرية السياحية سابقا، تم بناء على الخطر الذي كان يتهدد الجزائريين في مصر بعد تدهور العلاقات بين البلدين، أما اليوم فلا شيء يمنع عودة المبادلات السياحية''.