يلتف أغلب المثقفين والفنانين في رئاسيات 2014 حول المشير السيسي، حتى الذين أيدوا في مواقف سابقة حمدين صباحي في انتخابات 2012، أبرزهم المخرج خالد يوسف الذي اتهم بخيانة صديق عمره صباحي، بعد التحاقه باللجنة الاستشارية العليا لحملة السيسي، لكن بقي آخرون على موقفهم، إذ يرون بأن صباحي مرشح الثورة والأنسب والأجدر لتطبيق أهداف ومبادئ ثورة 25 جانفي، فيما قال البعض الآخر إن المصريين يعيدون السيناريو الجزائري بفصوله، كما حدث في التسعينيات والانتخابات التي تلتها، رغبة في عودة الاستقرار والأمن والتصدي لموجة الإرهاب. وعلى الرغم من اختلاف وجهات نظر المثقفين والفنانين الذين تحدثت إليهم ”الخبر”، إلا أنهم أجمعوا على أن العلاقات الجزائرية المصرية ستشهد ازدهارا منقطع النظير على جميع الأصعدة، وأبدوا حبهم واحترامهم للجزائر شعبا وحكومة. الكاتبة فريدة النقاش السيسي لديه نزعة عروبية قالت الكاتبة فريدة النقاش إن معظم المثقفين المصريين يقفون وراء المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، لأنهم يستشعرون الخطر الذي يحيط بمصر، خطر التفكير والانفلات الأمني الفادح، وتفاقم الموجة الإرهابية التي يحدثها فلول اليمين الديني في مصر، بعد الموجة الثانية والثالثة من الثورة المصرية، حينما طالب السيسي بتفويض الجيش للقضاء على الإرهاب. وترى النقاش بأن تفاقم الأزمة الاقتصادية بصورة غير مسبوقة، خاصة السياحة التي تعتبر مصدرا أساسيا للعملة الأجنبية، وغلق العديد من المصانع لترتفع معدلات البطالة والفقر، كل هذه الأسباب ”جعلت غالبية المصريين يشعرون بأنهم بحاجة للانضباط، ولن يتحقق هذا إلا بمرشح قادم من خلفية عسكرية، وهو السيسي بطبيعة الحال”. ولم تنكر النقاش المخاوف الكبيرة لدى المصريين من صعود رجل ذي خلفية عسكرية، على التجربة الديمقراطية الوليدة الجديدة وتجدد الاستبداد، وقالت ”الثورة بموجاتها الثلاثة إذا لم تغير النظام الاقتصادي في مصر، فإنها غيرت الشعب المصري، إلى درجة أنه لن يتقبل ديكتاتورا جديدا”. وعادت النقاش إلى اللقاء الذي أجراه السيسي مع مجموعة من الكتاب والمثقفين ”قلنا له كل شيء بصراحة، وهو شخص متفهم جدا وصادق، لم يبد امتعاضا بسبب الانتقاد وعنف التوصيف للمشاكل القائمة، لأنه شخص يوحي بالثقة، وهذا سر تعلق قطاعات كبيرة من المصريين”، مضيفة ”لكنه لن يستطيع أن يقدم شيئا لوحده كما قال، إلا بمعاونة الشعب المصري ليكون عونا له في تنفيذ برنامجه وتصحيح أخطائه”. وتتوقع النقاش أن تزدهر الثقافة ”بعدما تعرضت المؤسسات لخراب طويل وفساد، وسوف تنطلق السينما المصرية وصناعة الكتاب ويتطور التعليم المصري”. الكاتب محفوظ عبد الرحمن المصريون يختارون بين الحسن والأحسن لأول مرة اعتبر الكاتب محفوظ عبد الرحمن الانتخابات الرئاسية المقبلة من أهم الاستحقاقات الانتخابية في تاريخ مصر، بسبب الظروف الصعبة التي تشهدها البلاد، مؤكدا أن كلا المرشحين السيسي وصباحي موضع ثقة للمصريين، وأنه لأول مرة يجد المصريين أنفسهم يختارون بين الحسن والأحسن، وسط حالة من التفاؤل لإنهاء فترة التعثر. وكشف عبد الرحمان بأنه لم يحدد موقفه النهائي بعد من الرئاسيات المقبلة، وأنه يميل إلى اختيار السيسي على اعتبار أن لديه فضائل كثيرة على الشعب المصري، مضيفا ”لكن ممكن أن أغير موقفي في أي لحظة، وقد كنت بين الكتاب والمثقفين الذين حضروا لقاء السيسي، وتخللت اللقاء مناقشات حول مستقبل الثقافة في مصر، والدور الذي تلعبه في تكوين وجدان المجتمع، وكان اللقاء مثمرا، حيث إنها المرة الأولى التي يهتم فيها مرشح للرئاسة بوضع الثقافة”، مستطردا ”لقد وعد بتحسين وضع الثقافة والمثقفين في مصر، لكن يبقى الرهان من الرئيس المقبل أن يعيد الأمان للبلاد مقابل الفوضى، وهي القضية الأولى التي تشغل بال المصريين، وكذا تحقيق التوازن الاقتصادي حيث إن الفترة الماضية كانت بلا إنتاج تقريبا”. وفيما يتعلق بمستقبل العلاقات الجزائرية المصرية، يقول محدثنا إنه يعتقد أن الجزائروالقاهرة سيفتحان ذراعيهما لبعض، وهذا موقف الشعب أيضا، والجزائر لها نصيب هائل في قلوب المصريين منذ عقود طويلة ”أنا متفائل من مستقبل العلاقات بين البلدين وأتوقع أنها ستكون عظيمة على جميع الأصعدة، ولن يتأخر كلا المرشحين عن هذا، وأن تكون مصر والجزائر معا على خارطة السياسة شيء عظيم جدا”. الممثلة إلهام شاهين السيسي بطل شعبي ومهتم بمشروع القومية العربية ترى الممثلة إلهام شاهين أن مصر بحاجة ملحة إلى شخص المرشح الرئاسي، المشير عبدالفتاح السيسي، لوصول بالبلاد إلى شاطئ الأمان، وراحت تعدد ما وصفتها ”فضائله” على الشعب المصري ووقوفه إلى جانبه وانحيازه للإرادة الشعبية في الثلاثين جوان لإنهاء نظام جماعة الإخوان المسلمين، ما جعل شريحة كبيرة من الشعب المصري تؤيده وتضع ثقتها فيه وتريده رئيسا للبلاد. وأضافت ”وبحكم حب الجماهير له وثقتهم فيه، ورغبتهم الشديدة في أن يكون رئيس مصر المقبل، أتوقع أن النتيجة ستكون لصالحه”. ووصفت إلهام شاهين السيسي بالبطل الشعبي والقومي، وتوقعت بأن تشهد العلاقات العربية-العربية في المرحلة القادمة ازدهارا كبيرا وتطورا نوعيا. المخرج خالد يوسف السيسي مرشح الضرورة وأكنّ كل الاحترام لصباحي يرى المخرج خالد يوسف أن المشير عبد الفتاح السيسي مرشح الضرورة والأصلح الذي تحتاجه مصر الآن، وأعرب عن سعادته كون المنافسة في الرئاسيات انحصرت بين شخصيتين وطنيتين، قال إنه يكنّ لهما كل الاحترام وهما المشير عبد الفتاح السيسي والسيد حمدين صباحي، وأضاف ”لكنني سأنتخب المشير السيسي لأنني مقتنع بأنه الأفضل في هذه الفترة، وتربطني علاقة تاريخية بحمدين صباحي، وحينما قلت له إني سأدعم تأييد السيسي قال لي إنك تقوم بعمل وطني، لأنك تفعل ما أنت مقتنع به لصالح الوطن، ووقوفك بجوار السيسي أفضل للثورة بدلا من أن ينفرد به الفلول وحدهم”. المنتج السينمائي الدكتور محمد العدل حمدين الشخص الوحيد القادر على قيادة مصر قال الدكتور محمد العدل إن ما يحدث في الشارع المصري حالة جد طبيعية، و”لا أعتبره انقساما بين مرشحين، وإنما اختلاف وجهات النظر في رؤية المستقبل بين مؤدين لصباحي والسيسي”، مضيفا ”أنا شخصيا أرى أن حمدين صباحي الشخص الوحيد القادر على قيادة مصر في المرحلة القادمة، وهذا ما وجدته في برنامجه الانتخابي الذي يعتمد بالأساس على عودة الأمن والأمان، ومحاربة الإرهاب الذي يهدد الأمن القومي”. وأكد العدل أن صباحي يرى من خلال برنامجه أن حل مواجهة الإرهاب ليس أمنيا فقط، وإنما اجتماعي واقتصادي وهنا يكمن الفرق في التفكير بينه وبين منافسه السيسي، لأن مشكلة مصر ليست في مواجهة الإرهاب فقط، بل جملة من المشاكل الأساسية المتراكمة طوال فترة حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، وبالتالي يرى أن صباحي الأقدر على إيجاد حلول لكل المشاكل التي تعانيها مصر ”اخترته بقناعة كاملة، ويكفي أنه الوحيد الذي قدم برنامجا انتخابيا واضحا مكونا من 120 صفحة، يهتم بالصحة والتعليم والطاقة وغيرها، في حين أن السيسي لم يقدم أي برنامج ويتكلم عن بعض المحاور على أساس أنها مدرجة ضمن برنامجه الانتخابي”. ورفض المنتج السينمائي الدكتور محمد العدل، أحد أبرز الداعمين للمرحش الرئاسي حمدين صباحي، وصف السيسي بأنه خليفة مبارك أو يمشي على نهجه، موضحا بأن الأمر وما فيه أن هناك مجموعة من المحسوبين على مبارك أعلنوا دعمهم للسيسي، ما جعل البعض يتحدث عن أنه دليل على عودة نظام ورموز مبارك.