كشف العديد من مربي الدواجن بشرق البلاد عن فضيحة من العيار الثقيل تخص الديوان الجهوي للدواجن وسط، والمتمثلة في بيع هذا الأخير لدواجن مصابة بفيروسات قاتلة تهدد سلامة المستهلكين من خلال تدليس وثائق الصحة البيطرية، ما جعلهم يتكبدون خسائر كبيرة إثر نفوق دواجنهم، مطالبين الوزير بفتح تحقيق عاجل. ذكرت مصادرنا أن مربي الدواجن راحوا ضحية تلاعبات وسوء تسيير وتصريح كاذب من قبل مسؤولي الديوان الجهوي للدواجن وسط الكائن مقره في عين بسام بالبويرة، بعد أن اقتنوا دواجن خاصة بإنتاج البيض مصابة بفيروسات قاتلة هي ”نيوكاسل”، ”ماراك”، حيث تفاجؤوا بنفوق آلاف الدواجن، وبعد استدعاء البياطرة وأخذ عينات للمخبر تبين إصابتها بالمرضين السابق ذكرهما، ما جعل الصندوق الجهوي للتعاون الفلاحي يرفض ملفات التأمين، كون القانون الأساسي يمنع صرف تأمين عن نفوق دواجن بسبب مرض فيروسي معدي له تلقيح، ما دفعهم لرفع قضايا للعدالة ضد الديوان الجهوي للدواجن، ومطالبة وزير الفلاحة بفتح تحقيق في القضية. وبحسب الوثائق التي تحصلت ”الخبر” عليها، فإن الديوان حرر وثائق للمربين تثبت أن كل الدواجن التي بيعت لهم سليمة ولا تشكوا أي مرض، في حين أن وثيقة أخرى موجهة من المخبر البيطري الجهوي بمستغانم للديوان الجهوي للدواجن وسط، يؤكد في ملخص التحاليل أنه يشتبه في وجود المرض الفيروسي نيوكاسل القاتل ببعض الأجنحة، وبالرغم من ذلك قام مسؤولو الديوان ببيع هذه الدواجن المريضة للمربين، إذ تقدر قدرة كل جناح ب24 ألف دجاجة أي إجمالي بعشرات الآلاف من الدجاجات المريضة تكون قد وزعت للمربين في الفترة الممتدة ما بين جانفي وفيفري الماضيين. من جهة أخرى كشفت مصادر بيطرية ل ”الخبر” أن نيوكاسل وماراك فيروسات خطيرة جدا ومعدية، وأن إصابة دجاجة واحدة يعني إصابة الجناح بأكمله، وبما أن الأجنحة المعنية ظهرت فيها أعراض لأحد المرضين كان يجب حرق كل الدواجن، وتوقيف العمل بها وإعادة تعقيمها فورا، مضيفة أن استهلاك هذه الدواجن المريضة أو بيضها يسبب مضاعفات خطيرة للمواطن، أهمها التسممات الغذائية التي قد تؤدي بحياة المستهلك. كما قالت مصادرنا إن ظهور هذين المرضين في الدواجن يعني أن مسؤولي الديوان لم يقوموا بتطعيم الدواجن ضد الفيروسات، بالرغم من توفر اللقاح لديهم، متسائلين عن السبب، مشتبهين في تحويل اللقاح لوجهة أخرى وعدم استعماله لدواجنهم. ولم تتوقف الفضيحة عند هذا الحد، بل علمت ”الخبر” أن مسؤولي الديوان وفي محاولة منهم لتغطية هذه الكارثة استغلوا نفوذهم لدى الصندوق الوطني للتعاضد الفلاحي لإجبار إطاراته على تأمين الدواجن وصرف التعويضات للمربين المتضررين، بالرغم من أن قوانين صناديق التأمين تمنع صرف تعويضات عن نفوق دواجن بسبب مرض فيروسي معدي له لقاح، ما جعل بعض الإطارات يرفضون هدر المال العام وتعويض المتضررين. كما أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، إذ تسبب فيروس نيوكاسل منذ أيام في إتلاف 80 ألف دجاجة بمركب الهضاب العليا لتربية الدواجن بسطيف أصيبت بنفس المرض، ما يعني عدم تلقيحها، ما تسبب في خسائر جسيمة. وعليه طالب المتضررون وزير الفلاحة بفتح تحقيق معمق خاصة أن خسائرهم تقدر بالملايير، إضافة إلى الخطر الذي يشكله بيع بيض هذه الدواجن المريضة على صحة المواطنين أسابيع قبل بداية شهر رمضان.