سجلت المصالح البيطرية في عدة ولايات بالشرق الجزائري على غرار سطيف، تبسة، باتنةوبرج بوعريريج خلال الأيام الأخيرة، نفوق الآلاف من الدواجن وذلك بعد إصابتها بمرض "نيوكاسل" الذي يعرف بانتشاره السريع بين كل أنواع الطيور، حيث خلف هذا المرض خسائر بالملايير، وأحدث حالة من القلق لدى مربي الدواجن، وينبئ بحدوث أزمة لحوم بيضاء وارتفاع أسعارها مع اقتراب شهر رمضان. تعيش العديد من الولايات الشرقية هذه الأيام على غرار ولايات تبسة، البرج، سطيفوباتنة حالة من الاستنفار بسبب نفوق وموت الآلاف من الدواجن خلال الأيام الأخيرة، حيث سخرت المصالح البيطرية في العنابر والأماكن التي يتواجد بها الدجاج لرفع عينات من الدواجن النافقة لإخضاعها للتحاليل المخبرية، وقد سجلت المصالح البيطرية أمس على سبيل المثال لا الحصر في ولاية سطيف نفوق 11 ألف دجاجة لدى مرب واحد، وهذا بعد انتشار المرض بسرعة بين الدواجن، فيما تم تسجيل خلال الأيام الماضية موت الآلاف من الدواجن في تبسةوالبرج بوعريريجوباتنة، وقد قام المربون رفقة المصالح البيطرية بحرق ودفن الدواجن المصابة لمنع تنقل وتفشي هذا الداء، كما راسلت المصالح البيطرية البلديات والقطاعات ذات الصلة والمربين لتحسيسهم بخطورة هذا الداء واتخاذ التدابير الوقائية قصد الحد من انتشاره وتفادي تسجيل إصابات جديدة، كما أوصتهم بإلزامية تلقيح كل الدواجن ضد هذا المرض القاتل بما في ذلك الدواجن الملقحة في وقت سابق إضافة الى اتخاذ عدة إجراءات أخرى. وبعودة ظهور مرض "نيوكاسل" الذي اختفى لسنوات عدة، وفي وقت مهم خصوصا مع اقتراب شهر رمضان الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى أقل من شهر، يتوقع أن تشهد السوق الجزائرية أزمة في اللحوم البيضاء، بسبب إتلاف الآلاف أو الملايين من الدجاج التي أصابها مرض "نيوكاسل"، وعلى الرغم من تسارع المصالح الفلاحية والمصالح البيطرية للحد من انتشار هذا المرض الذي يرتكز خلال هذه الأيام في الولايات الشرقية، إلا أن سرعة انتشار المرض يمكن أن تحدث خسائر كبيرة في هذه الثروة، وبالتالي ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء خلال شهر رمضان. وزارة الفلاحة: اتخذنا كل التدابير للحد من انتشار داء "نيوكاسل" أمرت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، أمس، المفتشيات البيطرية عبر مختلف ولايات الوطن ومربي الدواجن، بتطبيق الإجراءات للحد من انتشار داء "نيوكاسل" في مقدمتها إعادة تطعيم الدواجن، وحجز ودفن الدجاج المصاب بهذا الداء، والحرص على تطبيق معايير وشروط النظافة والتطهير. دعت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، مربي الدواجن إلى التقيد بالتدابير والإجراءات التي أقرتها في إطار مواجهة داء "نيوكاسل" الذي يفتك بالدجاج، وتتمثل هذه التدابير علاوة على إعادة التطعيم، التطبيق الصارم لشروط ومعايير نظافة الأماكن التي تتم فيها تربية الدواجن ومحيطها، وحصر الدخول إلى العنابر على مربي الدجاج والعاملين فقط، وتعزيز المراقبة، والابلاغ عن كل حالة وفاة مشبوهة مع أخذ عينات للمخابر البيطرية قصد تحليلها حسب تأكيد المكلف بالاتصال بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، برشيش جمال، الذي قال إن الوضع تحت السيطرة لأن الوزارة اتخذت كل التدابير والإجراءات التي من شأنها الحد من انتشار هذا الداء الذي سجل لحد الآن في ثلاث ولايات هي سطيف، برج بوعريريج، وتبسة بنسبة أقل من الولايتين السابقتين. إلى جانب ذلك، أكد المكلف بالإعلام بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، أن الوزارة وفرت اللقاحات بكميات تكفي لسد حاجيات مربي الدواجن المطالبين بالتقيد بالإجراءات والتدابير الوقائية، أما فيما يتعلق بالخسائر المسجلة التي خلفها هذا الداء، وصفها ذات المتحدث ب"غير معتبرة" لأن الوزارة تدخلت في الوقت المناسب وسخرت كل الإمكانيات للحد من انتشار هذا المرض. وأضاف أن "داء نيوكاسل" هو مرض فيروسي معد يصيب الطيور بما في ذلك الدواجن، يمكن اكتشافه من خلال الأعراض المتمثلة في صعوبة التنفس والإسهال، وعلى إثر ذلك، جندت وزارة الفلاحة مفتشياتها عبر كل الولايات للتحكم في الوضع وتفادي انتشار المرض الذي تسبب في هلاك الألاف من الدواجن في الولايات التي سجل بها هذا المرض المعدي وهو الأمر الذي يساعد على سرعة انتشاره. ما هو مرض "نيوكاسل"؟ "نيوكاسل هو مرض فيروسي سريع الانتشار يؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة نتيجة لارتفاع النفوق أو انخفاض في الإنتاج، وهو منتشر في معظم دول العالم وتختلف ضراوته من بلد الى آخر، كما أن المرض تزيد شدته وخطورتة عند التربية المكثفة فى المزارع كبيرة العدد، فيروسه باستطاعته الفتك بالآلاف في ظرف قياسي نظرا لسرعة تفشيه وقدرته العالية على الانتقال بسهولة للوسط الحيواني. وحسب البياطرة تظهر على الدجاج المصاب بالداء عدة أعراض منها الإسهال وشلل الأطراف وانثناء الرقبة والارتعاش العنيف وانخفاض في إنتاج البيض وغيرها، ويمكن معالجته بالتلقيح وعن طريق الرش أو التغطيس ومنع اختلاط الحيوانات المصابة. وينتشر هذا المرض عن طريق إفراز الدواجن المصابة بالفيروس الضار مع الزرق وإفرارزات الأنف طول فترة ظهور الأعراض وبعد انخفاض النفوق ولمدة 3-4 أسابيع بعدها، وهناك بعض الحالات التي بقيت فيها الطيور السابق إصابتها تفرز الفيروس لعدة شهور على الرغم من عدم ظهور أعراض بها، كما أن الطيور التي نفقت بعد ظهور الأعراض وتركت في الحظيرة يمكن أن تكون مصدرا للعدوى الى أن يتم إزالتها، وتنتقل العدوى بالهواء الذي يمكنه أن يحمل فيروس المرض مسافات تصل الى 1-2 كيلو متر إذا كانت منطقة التربية بها رياح شديدة.