تنطوي زيارة البابا فرنسيس الى الاراضي المقدسة، الاحد والاثنين، على تحديات دقيقة يتعين عليه التعامل معها بدراية. في ما يأتي المسائل الخمس الدقيقة التي سيواجهها الحبر الاعظم في الاراضي الفلسطينية وفي اسرائيل: - العلاقات الفلسطينية الاسرائيلية: وصف الفاتيكان الزيارة بأنها "دينية"، لكن كل كلمة وحركة للبابا ستدرس بعناية خصوصا بعد فشل مفاوضات السلام الشهر الماضي بين اسرائيل والفلسطينيين ودعوته الجمعة الى "حل عادل ودائم للنزاع". وقراره التوجه بالمروحية من عمان الى بيت لحم من دون المرور باسرائيل، اعتبر في لدولة اليهودية التفافا على التقاليد الديبلوماسية، على غرار التعريف الذي اعطاه الفاتيكان عن الاراضي الفلسطينية بأنها "دولة فلسطين". ويأمل البابا فرنسيس في تخفيف هذه الانتقادات كونه اول بابا يضع باقة زهور على جبل هرتسل تيمنا باسم مؤسس الصهيونية. ويفرض البروتوكول الاسرائيلي القيام بهذه المرحلة. - التنافس بين الكنائس المسيحية: يريد البابا فرنسيس اطلاق المسكونية بين الكنائس الارثوذكسية والكاثوليكية التي تواجه انقسامات عميقة حتى في ما بينها. لذلك اختار الذكرى الخمسين للمصافحة التاريخية بين البابا بولس السادس والبطريرك اثيناغوراس، ليلتقي في القدس بطريرك القسطنطينية بارثولوميوس. ويواجه الارثوذوكس والكاثوليك انقسامات منذ الانفصال الكبير في 1054. وسيصلي البابا فرنسيس مع بارثولوميوس والبطاركطة في كنيسة القيامة بالقدس (مكان صلب المسيح وقيامته)، ويوقع مع بارثولوميوس اعلانا مشتركا. - الاشراف على الاماكن المقدسة: يواجه الكرسي الرسولي واسرائيل خلافا على الرسوم وادارة ممتلكات ومواقع الكنيسة في الاراضي المقدسة. واعرب يهود متشددون عن غضبهم لاحتفال البابا فرنسيس الاحد بقداس في علية صهيون التي اقام فيها المسيح العشاء الاخير مع تلامذته، والواقعة في مكان يكرم فيه ايضا قبر الملك داود. ويتخوفون من ان تتنازل اسرائيل عن ملكية هذا المكان المقدس للكنيسة. - علاقات المسيحيين مع اليهود والمسلمين: عندما كان رئيس اساقفة بوينوس ايرس، كان خورخي برغوليو يقيم علاقات حارة مع الطائفتين اليهودية والمسلمة. ودعا صديقيه في بوينوس ايرس الحاخام ابراهام سكوركا والبروفسور المسلم عمر عبود، الى مرافقته. وتنطوي هذه الخطوة على رمزية كبيرة. وترمي هذه الخطوة الى التأكيد ان الاديان الثلاثة يمكن ان تتعاون من اجل السلام، ووقف من جدال ميز حبرية البابا بنديكتوس السادس عشر الذي ادلى بتصريح قرن فيه بين العنف والاسلام، ورغبته في الدفع قدما بمسألة تطويب البابا بيوس الثاني عشر الذي يؤخذ عليه انه لم يندد تنديدا كافيا بالمحرقة. -امن اسرائيل: في اعقاب اعمال تخريب استهدفت المسيحيين والمسلمين وقام بها شبان يهود متطرفون في القدس، سيجوب البابا فرنسيس القدس بعيدا عن الجماهير التي يرغب في الاقتراب منها في رحلاته. وسينتشر الاف من عناصر الشرطة بالزي الرسمي وبثياب مدنية في القدس، اما في بيت لحم فسيتولى الحرس الرئاسي الفلسطينيين الأمن. واختلاط البابا بالجماهير في بيت لحم يقلق الاجهزة الامنية.