تشارك الجزائر الأحد المقبل في الجمعية العامة للمكتب الدولي للشغل بجنيف السويسرية، لمناقشة مدى احترام الدول الأعضاء للاتفاقيات الدولية والحريات النقابية، في وقت أكدت تقارير هذه الهيئة العمالية بأن السلطات الجزائرية لم توقع لحد الآن على 3 اتفاقيات أساسية تتعلق بساعات العمل، ما تترجمه “التجاوزات” المسجلة، فأعوان الحماية المدنية مثلا يعملون 5 سنوات من دون أي مقابل مادي خلال حياتهم المهنية. تلقت النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية “سناباب”، دعوة من المكتب الدولي للشغل للمشاركة في أشغال الجمعية العامة التي ستعقد في الفترة الممتدة بين 1 جوان و6 جوان المقبل بالعاصمة السويسرية جنيف. ويقود وفد النقابة رئيسها رشيد معلاوي لمناقشة مختلف التقارير التي أعدتها “سناباب”، بخصوص الانتهاكات المسجلة للحريات النقابية والحق في الإضراب، وكانت المكتب الدولي للشغل “بي.أي.تي” قد انتقد في تقريره الأخير عدم توقيع الحكومة الجزائرية على اتفاقيات دولية أساسية تتعلق بساعات العمل، رغم أن الجزائر تعترف بأول ماي يوما وطنيا لعيد العمال، “وتتجاهله كذكرى لإحياء النضال من أجل 8 ساعات في اليوم”. وأشار المكتب إلى الاتفاقية الدولية رقم 1 الخاصة بأوقات العمل بالقطاع الاقتصادي والاتفاقية الدولية رقم 30 الخاصة بأوقات العمل في الإدارة والتجارة والاتفاقية رقم 47 الخاصة بالأربعين ساعة، وجاء التقرير بعدما طالبت الاتحادية الوطنية لأعوان الحماية المدنية المنضوية تحت لواء “سناباب” من المديرية العامة للحماية المدنية تسوية ملف 80 ساعة إضافية شهريا منذ سنوات. وأحصت النقابة المستقلة أن أعوان الحماية المدنية يعملون 5 سنوات من دون أجر أو من دون أي مقابل خلال حياتهم المهنية، علما أن الموظف العادي في قطاع الوظيفة العمومية يعمل بنظام 8 ساعات في اليوم طبقا للتشريع الجزائري، ما يعني 160 ساعة شهريا، في حين يعمل أعوان الحماية المدنية 240 ساعة في الشهر بنظام المداومة وهو ما يعادل 80 ساعة إضافية، حيث تصبح 960 ساعة سنويا ما يعادل 5 سنوات إضافية في مسارهم المهني، ناهيك عن ساعات العمل الليلية والأعياد الوطنية والدينية التي لا يتم احتسابها بشكل منفرد، “علما أن المديرية العامة للحماية المدنية كانت قد اعترفت ب80 ساعة إضافية غير مدفوعة الأجر بصفة الدوام، والتزمت رسميا بالتسوية المالية لهذه الساعات منذ تاريخ 26 جانفي 2004 عبر محضر رسمي، حسبما تؤكده الاتحادية”. واستغرب المكتب الدولي للشغل لكون “الجزائر من بين العديد من الدول التي تحتفل بأول ماي من كل سنة كعيد للعمال مدفوع الأجر، لكن دون أن تراعي السبب الرئيسي للاحتفاء بهذا اليوم كذكرى لإحياء النضال من أجل 8 ساعات في اليوم عبر العالم”، ويأتي أصل الاحتفال بيوم أول ماي من كل سنة ابتداء من انتفاضة العمال في العديد من الدول للمطالبة بتخفيض ساعات العمل إلى 8 ساعات، وهو ما كان السبب الرئيس في التوصل إلى الاتفاقية الدولية رقم 1 المؤرخة سنة 1919 والتي لم تصادق عليها الجزائر لحد الآن. وعشية المشاركة في الجمعية العامة للمكتب الدولي للشغل، جددت نقابة “سناباب” مطلبها بمصادقة السلطات على كل الاتفاقيات الدولية الخاصة بساعات العمل، إضافة إلى تسوية ملف الساعات الإضافية والأعياد الدينية والوطنية، وتعويض أعوان الحماية المدنية الذين أحيلوا على التقاعد عن الساعات الإضافية التي استغلوها خلال مسارهم المهني، وكذا عمال مختلف القطاعات الذين يشتغلون أكثر من 40 ساعة أسبوعيا.