صدرت عن وزارة الشؤون الدّينية والأوقاف أعمال الملتقى الدولي الأوّل حول الشّيخ الرمّاصي وأعلام غليزان ”الاجتهاد والتّصوف”، الّذي نُظِّم العام الماضي بولاية غليزان. افتتح وزير الشؤون الدّينية والأوقاف السابق، بوعبد الله غلام الله، هذا الإصدار بمقدمة تطرّق فيها إلى السّيرة الذاتية للشيخ مصطفى الرمّاصي، الفقيه المالكي الكبير الّذي أصبح يرى في شُرّاح مختصر خليل من النّقائص والهفوات ما يتطلّب، وبخاصة منها شرح الزّرقاني والخرشي مع شرح الدّردير. وأشار غلام الله إلى أنّ الشّيخ مصطفى الرمّاصي وصف شرحي الزّرقاني والخرشي على مختصر خليل ب«بعد تحقيقهما لاعتمادهما على كلام الأجهوري، وهو كثير الخطأ”، موضّحًا في هذا السّياق بأنّ الشّيخ البوعبدلي كان يقول: ”إنّ كثيرًا من فقهاء بلادنا كانوا مستقلّي الرّأي، فلم يكونوا عالة أو أبواقًا يُردّدون ما وصلهم من فقهاء المشرق من دون نقد أو تمحيص”. وأبدى الوزير أسفه عن جهل الكثيرين لقرية رمّاصة الّتي نشأ فيها الشيخ الرماصي وتعلّم فيها وفضّل النّهوض بالتّدريس فيها في المعهد الّذي ورثه من أسرته العريقة، والّذي كانت تُدرَّس فيه علوم شتّى ممّا كان شائعًا في ذلك العصر ”التّوحيد، الفقه، اللّغة، البلاغة، المنطق وعلم الفرائض”، منبّهًا إلى أنّ هذه العلوم ظلّت تدرّس في معاهد العلماء وفي الزّوايا العلمية، وقد ظلّت تُدرّس إلى ما بعد 1954. وأوضح المتحدث بأنّ الشّيخ الرمّاصي يكفيه مكانة ومجدًا أنّ الرّاشدية اشتهرت بعلوم الفقه ابتداء من حلوله بها ونشاطه في الإفتاء والتّوجيه والتّدريس بها حتّى تجاوز عدد العلماء فيها ثلاثمائة مؤلّف. واشتمل المطبوع كلمة والي غليزان السابق والوزير الحالي للأشغال العمومية، وجميع المحاضرات الّتي ألقيت في هذا الملتقى العلمي، كأعلام من قلعة بني راشد، ودور أبي عبد الله المغوفل في بعث الفكر الروحي في ربوع حوض الشلف، والشيخ مولاي العربي بن عطية الدرقاوي ومواقفه من المقاومة الوطنية من خلال كتابه ”الاستمدادات الرّبّانية”، والإمام أبو الخيرات مصطفى بن عبد الله بن مؤمن المالكي الرمّاصي القلعي الرّاشدي المعسكري الجزائري، والتّعريف بتراث الشيخ مصطفى بن عبد الله بن مؤمن الرمّاصي، وإطلالة عن الوقف بمازونة خلال الفترة العثمانية.