تتواصل فعاليات الملتقى العلمي حول العالم " مصطفى الرماصي" و أعلام منطقة الراشدية و علماء غريس في يومها الثاني بالمقر الجديد لدار الثقافة بمدينة غليزان ، الذي ينظم تحت شعار " الشيخ الرماصي و أعلام غليزان " الاجتهاد و التصوف " . و يحاضر دكاترة و علماء و أساتذة من مختلف جامعات الوطن حول العلامة مصطفى الرماصي و علماء أخرون حيث تم القاء محاضرة بعنوان " أعلام من منطقة بني راشد " قدمها الدكتور أمحمد لقدي من معهد بن داود لتكوين الأئمة (غليزان ) و أخرى تحت عنوان "الامام المازوني ترجمته و انجازاته العلمية " قدمها الأستاذ عبد الرحمان دويب من الجزائر . كما ألقيت محاضرات خلال هذا القاء الذي ينظم برعاية فخامة رئيس الجمهورية حول " دور سيدي بو عبد الله في الحياة الروحية لحوض الشلف " و " حياة سيدي امحمد بن عودة " و محاضرة بعنوان " دور طلبة منطقة غليزان في تحرير مدينة وهران "و " علماء مدرسة مجاجة و أثرها العلمي " . و كان وزير الشؤون الدينية و الأوقاف قد ترأس الاثنين الماضي، بحضور ولاة الشلف و عين الدفلى و غليزان و علماء و دكاترة من مختلف أرجاء الوطن ، حفل افتتاح أشغال الملتقى الوطني الأول حول الفقيه الرماصي ، الذي تميز بالكلمة التي ألقاها غلام الله بوعبد الله و التي أبرزت شخصية تكاد أن تنسى من بين شخصيات كثيرة من أهل العلم و المعرفة و الاجتهاد و هو العالم مصطفى الرماصي الذي أنجبته منطقة غليزان ، و وصفه الوزير من " طبقة شهرته الأفاق حيث انطمست أثاره الى الأعماق و تبحر في عالم الفقه المالكي " مضيفا أنه كان " يرى في سراح مصطفى الخليل ابن اسحاق المالكي من النقائص و الهفوات ما يتطلب التصويب ". و أضاف أن الشيخ الرماصي العالم الذي نشأ في قرية رماصة بمنطقة القلعة على الحدود بين ولايتي معسكر وغليزان هو مصطفى بن محمد مؤمن وعاش ما بين القرنين السابع عشر والثامن عشر حيث تعلم بها و درس بالمعهد الذي ورثه عن أسرته العريقة علوم عديدة و منها التوحيد و الفقه و البلاغة و علوم القرأن و المنطق و ظلت تلك العلوم تدرس في معاهد العلماء و الزوايا العلمية الى بعد اندلاع الثورة التحريرية وقد ترك عدة اعمال منها " كفاية المريد على شرح عقيدة التوحيد " وشرح على الصغرى للسنوسي " . و اضافة الى تلك العلوم علم الفرائض كما قال غلام الله الذي هو مذكور في قائمة العلوم التي كانت يدرسها المرحوم الشيخ الجيلالي ابن عبد الحكم في معهده الذي أنشأه بمنطقة العطاف بالأصنام (الشلف) مضيفا أنه كان يشير أسلوب كتاباته الى مرتبة راقية في التعبير الأدبي مما يدل على اهتمام عصره بفن الكتابة نثرا و شعرا .
و أبرز السيد غلام الله أن هذا الملتقى الوطني الذي من خلاله " ستتم فتح شهية الشباب و انارة الطريق أمامهم لمواصلة الجهد و استخراج ما دمره الاستعمار الغاشم " مبرزا أن " غزارة العلم و عمق المستوى الثقافي و طموح طلاب الأمة الجزائرية كانت من أهم العوامل التي مكنت الشعب الجزائري من التماسك و الثبات . " وينفرد علماء منطقة الراشدية التي اشتهرت بعلماء الفقه الذين تجاوز عددهم 300 مؤلف كما قال غلام بوعبد الله بمميزات جعلتهم يتمسكون بالاسلام و لا ينسلخون رغم وجود الاستعمار مضيفا أن أعلام المنطقة سيحظون بحرص كبير للحفاظ على أهل العلم و المعرفة و الاجتهاد و العلوم التي كانت متراكمة أنذاك و موجودة . كما أبرز الوزير أن هذا الملتقى الوطني الذي يحظى موضوعه باهتمام عدد كبير من العلماء و الباحثين و الجامعيين من أجل الوصول الى هؤلاء الناس الذين ورثوا هذه المرجعية التي نبحث عنها و ذلك منذ 1830 ال الى غاية 1930 و الغوص في قائمة علوم الفقهاء و الكشف عن العديد من العلماء و كيف ورثوا هذا الفقه مؤكدا أنه لابد من البحث عن مخطوطات و تراث و الوصول اليها على أن تتبنى المعاهد و المراكز خططا لكي تتولى البحث بغرض اثبات هذا التاريخ الثقافي و المجهود النظالي حتى نكون أقوى لمواجهة مشاق التنمية كما جاء في ختام كلمة الوزير .