كشف مصدر مطلع من داخل منتدى رؤساء المؤسسات عن اجتماع سينظمه الثلاثاء المقبل أعضاء اللجنة التنفيذية ولجنة التوجيه الاستراتيجي، في محاولة لإعادة تقويم وجهة أكبر منظمة لأرباب العمل حسب معارضي الرئيس الحالي رضا حمياني، بينما يرى متتبعون بأن الأمر يتعلق بصراع أجنحة ومصالح اقتصادية داخل المنظمة. أشارت مصادر “الخبر” إلى أن منتدى رؤساء المؤسسات يعيش أزمة حقيقية، انطلقت منذ حوالي ثلاث سنوات لتتفجّر بفعل القرار المتخذ بمناسبة الانتخابات الرئاسية الماضية، والدخول في الممارسة السياسية، من خلال تبني خيار دعم الرئيس المترشح. وأضافت بأن المنظمة منقسمة حاليا إلى ثلاث فئات، بالإضافة إلى أنصار رضا حمياني. وذكرت مصادرنا في هذا الشأن أن الفئة الأولى يمثّلها الأعضاء المعلنة عن استقالتها رسميا من المنتدى، أما الفئة الثانية فتتعلق بأعضاء جمّدت عضويتها من الناحية العملية، من خلال مقاطعة نشاطات المنتدى واجتماعاته الداخلية، في حين تمثّل المجموعة الثالثة أعضاء قرروا عدم تجديد عضويتهم في المنتدى في السنة المقبلة. وذكرت نفس المصادر، أن 97 من أعضاء المنتدى تباحثوا إقامة فضاء جديد يجمع رجال الأعمال والمتعاملين الاقتصاديين الوطنيين، مما يعتبر ضربة قوية لمنتدى رؤساء المؤسسات الذي عرف في وقت سابق بكونه قوة اقتراح حقيقية، حيث وجهت انتقادا للأخطاء المرتكبة من طرف الحكومة، كانت وراء انسحاب جماعي للمؤسسات العمومية من المنظمة. وتُرجع المصادر ذاتها وصول منتدى رؤساء المؤسسات إلى هذه الوضعية، إلى التوجه نحو التدخل في المجال السياسي، ليس عن طريق ما حدث في الحملة الانتخابية للرئاسيات السابقة فحسب، وإنما عند المشاركة في تعديل الدستور المقبل، حيث عرضت المسودّة مراجعة 180 مادة رفضت مجموعة كبيرة من الأعضاء إبداء الرأي فيها، باعتبارها تخرج عن صلاحياتها، إذ تتعلق بالممارسة السياسية بشكل محض. وشدد هؤلاء الأعضاء على أن تنحصر اقتراحات منتدى رؤساء المؤسسات في الأمور الاقتصادية وسبل تسهيل استثمارات نشاط المؤسسات الجزائرية، وأضافت أن تدخل المنتدى في السياسة فرضته تحزب بعض الأعضاء أو عمله لصالح أجندات حزبية. وتضاف هذه المشاكل التي يعاني منها المنتدى إلى الاستقالات التي عاشها قبيل الانتخابات الرئاسية، وعلى الرغم من أن الرئيس المدير العام لمؤسسة أليانس للتأمينات، حسان خليفاتي، نفى في اتصال مع “الخبر” سحب عضويته، بينما كانت أبرزها استقالة مسؤول مجمع رويبة للعصائر سليم عثماني، بالإضافة إلى الاستقالة الأخيرة لمسؤول مجمع سيفيتال إسعد ربراب، الذي وجّه انتقادات لاذعة لبعض أعضاء المنتدى، وذكر أنهم من يقفون وراء تعطيل مشاريعه واستثماراته في الجزائر، وإن كان البعض يرى أن عضوية ربراب في المنتدى كانت شبه شكلية كونه لم يكن يشارك دوريا في نشاطات واجتماعات المنظمة، إلاّ أن انسحاب اسم بثقل ربراب منها من شأنه إضعاف الثقة بالمنظمة. تجدر الإشارة إلى أننا اتصلنا عدة مرات برئيس منتدى رؤساء المؤسسات، رضا حمياني، من أجل التأكد من المعلومات التي بلغتنا وتسليط الضوء على “المشاكل” الداخلية التي تعاني منها المنظمة، إلاّ أننا لم نتحصل في كل مرة على رد. وهو نفس الأمر الذي ينطبق على رجل الأعمال إسعد ربراب. وتجدر الإشارة أن القوانين الداخلية لا تشير صراحة إلى تنحية الرئيس، وأن المحاولات الحالية تتجه نحو جعل الرئيس الحالي في وضعية أقلية ودفع عدد من الأعضاء إلى عدم دفع الاشتراكات، وبالتالي يفقد هؤلاء صفة العضو في المنتدى وبالتالي لا يمكن التصويت وتعيين مسؤول جديد لمرحلة انتقالية إلى غاية نهاية عهدة حمياني في 2015.