سيتواجد المنتخب الوطني في أحد أفضل المراكز التي اختارتها “الفيفا” للمنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم، وحظي المنتخب الجزائري بامتياز نالته ثلاثة منتخبات فقط، وهو التواجد في مركز مترامي الأطراف يضم ملاعب للتدريبات وفضاء لتقوية العضلات، فضلا عن مكان إقامة هادئ بعيدا عن الضوضاء. فتحت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، أمس مركز “أتليتيك سوروكابا” للصحافيين من أجل القيام بزيارة والطواف بأرجائه، والوقوف على الظروف الجيدة التي سيتواجد بها المنتخب الجزائري في مونديال البرازيل، وهي الزيارة التي حضرها إلى جانب الموفدين الإعلاميين الجزائريين، بعض الصحافيين البرازيليين. زيارة الوفد الإعلامي إلى المركز، أمس، تزامنت مع تساقط الأمطار بمدينة سوروكابا، غير أن ذلك لم يمنع الصحافيين من الوقوف على جمال الموقع المتواجد بعيدا عن صخب المدينة، فهو موقع شاسع جدا وهادئ به ملعبان للتدريبات، والأرضية الرسمية التي سيجري عليها المدرب وحيد حاليلوزيتش عمله التكتيتكي والمباريات التطبيقية، بها عشب طبيعي قمة في الجودة، وهو ما يساعد كثيرا اللاعبين على تطبيق البرنامج التحضيري المتبقي دون أية مشاكل وبعيدا عن الإصابات المحتملة الناجمة عن سوء الأرضية، بينما سيتم تخصيص الملعب المقابل من أجل الركض وإجراء تدريبات خاصة لحراس المرمى. الزيارة التي رافق فيها جهيد زفزاف، نائب رئيس الاتحاد ونائب المدير العام لذات المركز، قادتنا إلى الفضاء الذي خصص لوضع كل لوازم التحضير البدني وتقوية العضلات، وهو مكان ليس بعيدا عن غرف اللاعبين ويتوسط المركز، ويمكن لمن يتواجد في المركز رؤية اللاعبين وهم يجرون حصص تقوية العضلات. آخر “الرتوشات” قبل وصول “الخضر” وبدا واضحا أن مسؤولي المركز كانوا يعملون خلال الأسابيع الأخيرة على قدم وساق للانتهاء من كل الأشغال ومن أجل ضمان رفع تحفظات الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، كون بعض الأشغال لا تزال قائمة على مستوى القاعة المخصصة لتقوية العضلات، ما جعل جهيد زفزاف، نائب رئيس “الفاف”، يؤكد أن مسؤولي المركز قاموا بعمل جبّار وأن كل ما نراه اليوم لم يكن موجودا قبل شهر من الآن. ويبعد الميدان المخصص للتدريبات بنحو 150 متر عن الغرف، وبينهما يوجد على الجانب الأيسر من الطريق نهر صغير، ووضعت إدارة المركز بعض العربات الصغيرة سيستعملها اللاعبون وأعضاء الطاقم الفني داخل المركز للتنقل من الملعب إلى الفندق لمن لا يريد التنقل على قدميه، بينما طاف الوفد الإعلامي بالفندق وعاين الغرفة 109 التي تضم سريرين، غير أن زفزاف أعلن بأن كل لاعب سينزل في غرفة واحدة، وبأن إدارة المركز وضعت تحت تصرف الاتحادية 31 غرفة، خصصت للاّعبين وأعضاء الطاقم الفني، بينما سينزل بقية أعضاء الوفد في فندق لا يبعد سوى بنحو 3 كيلومترات عن مركز المنتخب الجزائري. ومنحت الاتحادية الخيار للاّعبين بعد الاتفاق مع حاليلوزيتش على إقامة كل واحد منهم في غرفة واحدة أو إقامة لاعبين اثنين في نفس الغرفة، بعدما أصرّ حاليلوزيتش في البداية على تواجد لاعبين اثنين في غرفة واحدة، ما أغضب اللاّعبين، ليتدخل رئيس الاتحادية ويقنع حاليلوزيتش بجعل اللاعبين يختارون براحتهم الغرف. ورافق الطبيب البيطري يوسف أوزنالي البعثة الإعلامية الجزائرية إلى المطعم وإلى المطبخ أيضا، حيث كان متواجدا أيضا طباخ المنتخب الوطني فريد نميري، وكان عدد من العمال منهمكين في العمل داخل المطبخ، ودفعهم الفضول إلى تأمل ما يحدث من حولهم بعد دخول الكاميرات والصحافيين إلى داخل المطبخ والمطعم المتواجد في الطابق العلوي لغرف اللاّعبين. لا عذر لحاليلوزيتش وبدا على محيا نائب رئيس الاتحادية أنه راض عن خيار مركز أتليتيك سوروكابا، فالابتسامة لم تفارق جهيد زفزاف الذي اقتنع بأن كل الجهود التي بذلها خلال الترتيبات لتنقل المنتخب الوطني كانت مثمرة، بدليل أن نائب المدير العام للمركز كان بدوره مرتاحا وسعيدا للترويج للمركز الذي تحوّل، في ظرف قصير، من مجرّد منطقة نائية بسوروكابا إلى مركز بأتم معنى الكلمة، بل من أفضل المراكز على الإطلاق التي تم الاحتفاظ بها من طرف “الفيفا” خلال هذا المونديال. وبضمان أفضل مكان لإقامة المنتخب الوطني في البرازيل وتوفير كل ظروف العمل والاستجابة لكل شروط المدرب الوطني، فإنه لا عذر لحاليلوزيتش لعدم تحقيق نتيجة إيجابية، خاصة وأن الاتحادية نفسها تعترف أيضا بأن التشكيلة الجزائرية الحالية ثرية جدا ويمثلها لاعبون يملكون مهارات عالية وينشطون في أندية معروفة ويلعب أغلبهم بانتظام مع أنديتهم مقارنة بالمنتخب السابق. روسيا أرادت استعادة مكان إقامة المنتخب الجزائري ظل نائب الرئيس المدير العام لمركز أتليتيك سوروكابا، والدير تشيبرياني، يتهكم على المنتخب الروسي الذي “هرب”، حسب تعبيره، في أول زيارة لمسؤوليه للمركز حين كانت المنتخبات بصدد اختيار مكان إقامتها بالبرازيل. وحين طلب من جهيد زفزاف، ونحن في طريقنا إلى الميادين المتواجدة داخل المركز، أن يروي للصحافيين قصة المنتخب الروسي مع المركز، قال وهو يضحك: “آه روسيا.. لقد جاء مسؤولون من المنتخب الروسي في البداية من أجل معاينة مركزنا، وأعترف بأنه لم يكن على هذه الحالة التي هو عليها اليوم، لم يكن العشب جيدا ولم تكن هناك قاعة لتقوية العضلات ولم تكن قد انطلقت به أية أشغال لإعادة تهيئته، فتفاجأ هؤلاء لوضعه رغم أنه موقع جيد ومتواجد في منطقة هادئة، ولم تمر لحظات على بداية المعاينة حتى أوقف الروس الزيارة وألح أحدهم على بقية الأعضاء على المغادرة”. ثم بعدها جاء الجزائريون الذين طافوا بأرجائه وكان في نفس الحالة، ورغم ذلك وافق الجزائريون على الإقامة به، فقد أدركوا منذ البداية بأنه مركز جيد ويليق بمنتخبهم خلال المونديال، وبعد إعادة التهيئة أصبح المركز يظهر بهذا الشكل الرائع”. وكشف جهيد زفزاف أيضا بأن مسؤولي منتخب روسيا تفاجأوا بتحوّل المركز، وبلغه من مسؤولي المركز بأن الروس أرادوا استعادته وإخراج المنتخب الجزائري منه، غير أن ذلك لم يكن ممكنا طبعا كون “الفاف” كانت السباقة إلى حجزه، ما جعل الروس يندمون على تقديره الخاطئ.