يضمن البلازما نقل مختلف الخلايا الدموية والمواد الغذائية والهرمونات والبقايا والأملاح المعدنية والفيتامينات والأحماض الأمينية والسكريات والكولسترول.. إلى مختلف الأنسجة والأعضاء، ويحتوي على عدد من البروتينات الخاصة التي تضمن تجمّد الدم عند الحاجة والدفاع عن الجسم ضد الفيروسات والمكروبات. أما الخلايا المكونة للدم فهي تضمن أولا نقل الأكسوجين إلى جميع أنحاء الجسم بفضل الهيموغلوبين التي تحتويها الكريات الحمراء، وثانيا الدفاع عن الجسم ضد الأجسام الغريبة والأمراض بفضل الكريات البيضاء، وثالثا تجميد الدم عند الحاجة بفضل الصفائح. ويحتوي جسم الإنسان على ما يقارب 25 مليار كرية حمراء وحوالي 25 إلى 50 مليون كرية بيضاء، إضافة إلى قرابة 1 إلى 2 مليار صفيحة. أين تصنع الخلايا المكوّنة للدم؟ جسم الإنسان جهاز كامل في منتهى الدقة، وكل خلية في جسم الإنسان لها دورها الخاص الذي تقوم به طوال حياتها التي قد تدوم أيام معدودة كخلايا الأمعاء الدقيقة (5 أيام) أو خلايا البشرة (20 إلى 30 يوما)، أو بضعة أشهر كالكريات الحمراء (4 أشهر)، أو أكثر كخلايا الكبد (أكثر من سنة)، لتموت في الأخير وتخلفها خلية أخرى وهكذا، وكلما تقدّم الإنسان في السن كلما تناقص عدد خلاياه المتجددة، مثلما نشاهد ذلك على مستوى الشعر مثلا أو البشرة أو العظام أو العضلات.. التي يمكن التمعن فيها بمقارنتها عند الشاب وعند المسنّ. ويتم صنع الخلايا الدموية، التي تلعب دورها خلال مدة من الزمن، في مصنع خاص هو النخاع العظمي الذي يضمن تجدّدها. ماذا يمنع التبرّع بالدم؟ لأن التبرّع بالدم ليس خاليا من كل الحوادث، سواء بالنسبة للمتبرّع أو للآخذ، لهذا فإن 10% من الذين يتقدّمون للتبرّع بالدم لا يقبلون لأنهم غير مؤهلين، سواء نهائيا أو مؤقتا فقط. للتبرّع بالدم فإن الإنسان بحاجة إلى أن يكون راشدا وأقل من 65 سنة، وأن يكون ذا وزن مقبول أكثر من 50 كغ ويتمتع بكل حيويته وصحته وقواه. والإنسان المريض غير مؤهّل للتبرع بالدم، كما يمنع على المصاب بالسكري أو بداء الصرع وكذلك المرأة الحامل أن يتبرّعوا بدمّهم. يستعمل دم المتبرعين في حالتين: 50% من أجل إنقاذ حياة المريض، و50% من أجل الحصول على أدوية. وأكثر المستفيدين من هذا الدم هم المرضى بالسرطان وحالات النزيف والعمليات الجراحية وفقر الدم المنجلي والثلاسيميا..