في الوقت الذي دعت إليه الفدرالية الجزائرية للتبرع بالدم إلى ضرورة رفع أعداد المتبرعين بالدم في الجزائر، بالنظر إلى الحاجة الماسة إليه، فان كثيرا من المواطنين قد يرغبون فعليا في التبرع، ولكن بعض المخاوف أو الهواجس تسيطر عليهم وتمنعهم من اتخاذ الخطوة، وان كانت الجزائر تحصي 95 ألف متبرع دائم بالدم، فان الحاجة تستدعي أن يكون العدد اكبر من ذلك، وعليه يؤكد عديد المختصين أن للتبرع بالدم فائدة لا تقتصر على المستفيد منه فحسب، وإنما على المتبرع نفسه أيضا. تؤكد الإحصائيات أنه في كل ثلاث ثوان هناك شخص يحتاج إلى نقل الدم، وواحد من كل عشرة مرضى يدخلون المستشفى في حاجة إلى نقل الدم، كما أن دم المتبرع، يمكن أن ينقذ أربعة أشخاص عند فصل مكوناته وليس شخصًا واحدًا، وتعيد عملية التبرع بالدم الحيوية والنشاط للجسم بسبب تجدد خلايا الدم، ويمكن للمتبرع الحصول على نتائج فحوصات المسح الخاصة به، بما فيها فصيلة الدم. من جهة أخرى، فان التبرع بالدم ينشط خلايا نخاع العظام للمتبرع مكان تصنيع الدم مما يزيد من فاعليتها ويجدد نشاطها فتنتج المزيد من خلايا الدم الجديدة. ثبت أنه في كل مرة تتبرع بالدم فإنك تتخلص من بعض الحديد الذي يحتويه والذي إذا ما ارتفع مستواه بالدم يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، كما أن الحديد يعجل بأكسدة الكوليستيرول ويزيد من تلف الشرايين الصغيرة د.جيروم سوليفان الأستاذ بجامعة فلوريدا الأمريكيإن الذين يتبرعون بدمهم مرة واحدة على أقل كل سنة هم أقل تعرضا للإصابة بأمراض الدورة الدموية وسرطان الدم. ويقول الاطباء ان التبرع بالدم ينشط النخاع العظمى (وهو المسئول الوحيد في الجسم عن تكوين خلايا الدم), فبينما يتجدد دم الإنسان طبيعيا كل 120 يوما، يتجدد دم المتبرع المنتظم كل 20 يوما فقط أي أسرع بستة أضعاف، كما أن خلايا الدم الجديدة أنشط في نقل الأكسوجين إلى أعضاء الجسم، مما يؤدى إلى زيادة النشاط والحيوية. فكأن الله يبدل المتبرع بكيس دم أفضل مما تبرع به. التحاليل التي تجرى في كل مرة للتبرع تُطمئن المتبرع على صحته بصورة دورية وفيها منح المتبرع فرصة للتأكد من خلوه من الأمراض المعدية ( الالتهاب الكبدي بأنواعه - مرض سرطان الدم - الزهري - الإيدز - الملا ريا ) كما له فائدة كبيرة جدا في التخلص من الصداع، وتنحصر الفوائد بما يلي_ ازدياد نشاط الجسم_ استبدال كريات الدم الحمر بأخرى نشيطة_ ازدياد نشاط مختلف أجهزة البدن بسبب استهلاك المدخرات القديمة واستبدا لها_ ويعتبر التبرع بمقدار قليل من الدم بمثابة حقنة مثيرة ومقوية ومنشطة لمعظم أنحاء الجسم بما فيها الكبد والجملة العصبية. ويعد التبرع بالدم أوثق عرى التعاون والتراحم والتعاطف بين أفراد المجتمع، قال تعالى { وتعاونوا على البر والتقوى } وقوله تعالى { إنما المؤمنون إخوة } ومن السنة النبوية قوله صلى الله عليه وسلم[ لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ] وقال أيضاً [ من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ] ويمكن القول إن قطرة دم تنقذ حياة إنسان بإذن الله بسم الله الرحمن الرحيم ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا صدق الله العظيم.