قامت السفيرة الأمريكية، أمس، بإبلاغ مجلس الأمس بأن المشتبه به في قيادة الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي كان يعتزم استهداف المزيد من الأمريكيين، وأن هذا يبرر القبض عليه، وفقا لما أوردته وكالة رويترز، فيما أشارت صحيفة ”واشنطن بوست” أنها تحصلت على المعلومة يوما بعد تنفيذها، إلا أنها رجحت عدم نشرها نزولا عند طلب إدارة البيت الأبيض الأمريكي، إلى حين التأكد من نقل المتهم المقبوض عليه من الأراضي الليبية، فيما أكدت الصحيفة أن العملية جاءت بعد شهر من التحقيق والتأكد من تحركات المتهم الذي كان يشارك في العمليات المسلحة ضمن صفوف تنظيم ”أنصار الشريعة” في بنغازي ضد قوات اللواء خليفة حفتر. وفي السياق ذاته، أشارت الصحيفة الأمريكية أن العملية التي نفذتها وحدات عسكرية أمريكية خاصة، لم تشهد مشاركة أي عنصر ليبي، كما أنها لم تحظ بأي دعم أو تنسيق مع السلطات الليبية، لنفي ما تناقلته بعض مواقع الأخبار الليبية التي أشارت، من جانبها، أن العملية جاءت بالتنسيق مع الجيش الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر. وفي محاولة للدفاع عن العملية السرية التي نفذتها وحدة من الجيش الأمريكي خارج الأراضي الأمريكية دون تنسيق مع الدولة التي جرت على أراضيها العملية، قالت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة إن المدعو أحمد أبو ختالة ”من أخطر العناصر المتشددة في ليبيا وينتمي لتنظيم صنفته الولاياتالمتحدة ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية”، كما أكدت أن التحقيقات التي قام بها مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية كشف عن مخططات للمجموعة المتشددة التي يرأسها أبو ختالة، تستهدف مصالح أمريكية ومواطنين أمريكيين، وعليه خلصت باور إلى أنه من واجب الولاياتالمتحدةالأمريكية اتخاذ ”الخطوات اللازمة لاعتقال أبو ختالة لمنع مثل هذه الهجمات المسلحة تماشيا مع حق الولاياتالمتحدة الأصيل في الدفاع عن نفسها”. إلى ذلك، ذكرت التقارير أنه تم نقل أبو ختالة إلى مكان غير معلوم خارج الأراضي الليبية للتحقيق معه، في انتظار أن يمثل أمام المحكمة الاتحادية الأمريكية لمحاكمته جنائيا. وحسب مستندات قضائية قدمت يوم 15 جويلية 2013 في محكمة اتحادية في واشنطن، سيواجه أبو ختالة تهما تتعلق بقتل شخص خلال هجوم على منشأة اتحادية شمل استخدام سلاح ناري وسلاح خطر. من جانبهم، أدان مسؤولون في الحكومة الليبية أمس عملية أمريكية لاعتقال رجل يشتبه بأنه دبر لهجوم دام على القنصلية الأمريكية في بنغازي، واصفين احتجازه بأنه خرق للسيادة الليبية، فيما طالب صالح المرغني وزير العدل الليبي بإعادة المشتبه به أحمد أبو ختالة إلى ليبيا ليمثل أمام القضاء الليبي، معتبرا أن العملية العسكرية الأمريكية في الأراضي الليبية تجاوز للأعراف الدولية وانتهاك للسيادة الوطنية، مع العلم أنها المرة الثانية التي تقوم فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية باعتقال أحد المشتبهين في تنفيذ عمليات إرهابية ضد المصالح الأمريكية، إذ نفذت وحدات خاصة عملية مشابهة نهاية سنة 2013، المتهم في تفجير عدد من سفارات الولاياتالمتحدة في شرق إفريقيا سنة 1998، حين اعتقلت المدعو نزيه عبد الحميد الرقيعي ”أبو أنس الليبي” في طرابلس دون التنسيق أو إعلام السلطات الليبية.