شهد مستشفى الرويبة، شرقي العاصمة، يوم الخميس المنصرم، حالة اعتداء ضد طبيب مقيم وممرضة، ما دفع بكافة عمال المستشفى من أطباء وباقي الأسلاك لشن وقفة احتجاجية، أمس، تنديدا بغياب الأمن. ليست هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها أطباء أو ممرضون لاعتداءات من قبل مرافقي مريض، ما يضع المستشفيات الجزائرية في خانة الأماكن غير الآمنة. الاعتداء الذي تعرض له الطبيب المقيم وممرضة، وقع في وضح النهار بمصلحة الأمراض الصدرية بمستشفى الرويبة. فبعد معاينة الطبيب لمريضة كانت رفقة ابنها، تفاجأ الطبيب بالابن وهو يطلب من إخوته هاتفيا الحضور إلى المستشفى بعد سوء معاملة تكون قد تلقته والدته، وهو ما تم فعلا بعد لحظات، حيث تنقل ثلاثة إخوة لم يترددوا في ضرب الطبيب وممرضة كانت حاضرة، حسبما أكدته مصادر ”الخبر”. الحادثة دفعت بكافة العمال من كل الأسلاك إلى شن وقفة احتجاجية لمدة ساعتين، صباح أمس، تنديدا بغياب الأمن، خاصة أن المستشفى عرف يوم 25 مارس المنصرم ليلة رعب حقيقية بعد اعتداء مرافقي مصاب بجروح بليغة على السلك الطبي وبعض التجهيزات، بسبب تعطل نقل زميلهم لمستشفى متخصص في الحروق. ويأتي هذا الاعتداء الجديد ليضاف إلى قائمة طويلة من الاعتداءات يتعرّض لها باستمرار الطاقم الطبي في مستشفيات ومراكز استشفائية عديدة، ويتذكر الجميع القضية التي زعزعت الرأي العام، حينما اعتدى مرافقو مريضة بالضرب المبرح على طبيب مقيم. ومنذ حوالي أكثر من 4 أشهر، شهد مستشفى زميرلي بالعاصمة وضعية أخطر، حين تم استعمال ”فيميجان” في معركة بين مرافقي مريض وأعوان أمن المستشفى، بعد سوء تكفل بزميلهم، حسبهم. ورغم تعدد حالات الاعتداءات التي صارت ترعب السلك الطبي، ما حوّل بعض المصالح إلى قلاع محصنة تغلق أبوابها ولا يتحدث الأطباء أحيانا مع الزوار إلا عبر الشبابيك، فإن مصالح وزارة الصحة لم تحرك ساكنا لحد الآن من خلال تبني قرارات لوضع حد للظاهرة قبل فوات الأوان، من خلال مثلا تدعيم تواجد أعوان الأمن ومنحهم وسائل عمل حقيقية. والمشكل يطرح بشدة بمصالح الاستعجالات، أين غالبا ما تعرف الفترة الليلية وصول أشخاص مصابين بجروح ومرافقين لهم تحت تأثير المخدرات والمشروبات الكحولية. وما يزيد من تعقيد الوضع، سوء التكفل ونقص الإمكانيات بالمصالح، مما يزيد من توتر الأعصاب، رغم أن لا شيء يبرر اللجوء للعنف من قبل مرافقي المرضى، وحتى المرضى أنفسهم. مريض يحطم مصلحة الاستعجالات بمستشفى آفلو على صعيد آخر، قام، أمس، مريض بتحطيم تجهيزات مكتب الاستقبال بالمؤسسة الاستشفائية العمومية بآفلو في ولاية الأغواط، من مكتب وكرسي وزجاج واجهات بعض المصالح بقضيب حديدي، كما أثار هلعا في أوساط المرضى والأطباء والعمال الذين لاذوا بالفرار خوفا من الاعتداء عليهم. وحسب مصادر ”الخبر”، فإن المريض تم نقله من طرف مصالح الحماية المدنية لهذه المصلحة في حالة نفسية متوترة، وتظهر على صدره جروح كثيرة بشفرة حادة، وتفيد المصادر ذاتها أنه يكون قد تعرّض لاعتداء عنيف من طرف مجهولين. وطالب عمال المصلحة والمؤسسة الاستشفائية بتوفير الأمن نظرا للاعتداءات التي أصبحوا يتعرضون لها، خاصة أثناء الفترات الليلية.