لقي 6 أشخاص، مساء أول أمس، مصرعهم عطشا في صحراء تنزروفت في المنطقة الواقعة بين بيكا 200 وبرج باجي مختار الحدودية الواقعة على بعد 650 كلم جنوبي عاصمة الولاية أدرار، بعد أن ضلوا الطريق نتيجة هبوب زوابع رملية عندما كانوا متجهين نحو دائرة برج باجي مختار عبر طريق غير معبد ومسالك وعرة، حيث تعطلت سيارتهم من نوع تويوتا هيلكس عن السير بعد نفاد مخزون المازوت والماء. وذكر مصدر أمني مطلع أن الجثث تعود لمهربين اعتادوا السير ليلا للإفلات من قبضة عناصر الجيش الوطني الشعبي والجمارك، وتعتبر هذه الحادثة الساسة من نوعها من مسلسل الموت في صحراء تنزروفت، نتيجة عدم وجود طريق معبد وغياب الإشارات الضوئية المصنوعة بواسطة الطاقة الشمسية التي تم نهبها. وذكر ذات المصدر أن وحدات الجيش الوطني الشعبي المرابطة بمنطقة برج باجي مختار تيمياوين الحدوديتين تمكنت خلال عملية تمشيط بالمنطقة، فجر أول أمس، من العثور على 3 جثت في حالة متقدمة من التعفن مدفونة بالرمال نتيجة الرياح الشديدة التي اجتاحت المنطقة بداية الشهر الجاري. وتأتي هذه الحادثة في الوقت الذي تجتاح موجة حر شديدة المنطقة منذ أيام، حيث استقبل مستشفى تنركوك منذ يومين أكثر من 16 حالة إغماء معظمها ناتجة عن ارتفاع في ضغط الدم لدى مرضى السكر والربو واسع الانتشار بالمنطقة. وكان عاملان جزائريان تابعان لشركة أجنبية متخصصة في الإطعام والفندقة بحاسي مسعود، قد لقيا، نهاية الأسبوع الماضي، حتفهما عطشا في صحراء دائرة البرمة الحدودية 400 كلم عن مدينة حاسي مسعود بولاية ورڤلة، حسب ما علم من مصالح الحماية المدنية. ولعل الحادث الأكثر مأساوية في هذا الشأن، هو ما وقع العام الماضي وبالضبط في يوم 31 أكتوبر، عندما تم العثور على 87 جثة لمهاجرين في صحراء النيجر على بعد عشرة كلم من الحدود الجزائرية.