إنّ انشغال هذه المرأة دليل على صحّة عقيدتها وسلامة عبادتها، ذلك لأنّها تعلم أنّ من بيده شفاء ولدها هو الله سبحانه وتعالى، فدفعها علمها ذلك إلى تحقيق العبودية بالتوجّه بالدّعاء والتضرّع إليه سبحانه وتعالى، فنسأل الله تعالى أن يشفي ولدها وأن يرزق جميع المؤمنين والمؤمنات من فضله، إنّه دليل على إيمان الجزائريين بالله تعالى، الإيمان الّذي يمنعهم من الإشراك بالله سبحانه وتعالى. وكما ورد في السؤال، فإنّ شهر رمضان فرصة للعابدين والذّاكرين والعاملين، والدّعاء من أعظم العبادات الّتي يتقرّب بها الصّائم إلى الله تعالى فينال به خيري الدّنيا والآخرة، قال تعالى: {وقال ربُّكم ادْعوني أستجِب لكم إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين} غافر:60، فمتى حقّق المؤمن شروط الدّعاء وآدابه فإنّ الله وعد بإجابته “ومن أصدق من الله حديثًا”. وقد شرعت صلاة التّراويح في شهر رمضان، قال صلّى الله عليه وسلّم: “مَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدّم من ذنبه” أخرجه البخاري ومسلم. وقد ورد في فضل قيام اللّيل وفي إجابة الدّعاء في الثلث الأخير منه أحاديث كثيرة، منها ما رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “إنه يبسط يده باللّيل ليتوب مسيء النّهار ويبسط يده بالنّهار ليتوب مسيء اللّيل حتّى تطلع الشّمس من مغربها” رواه أحمد ومسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “ينزل ربّنا تبارك وتعالى كلّ ليلة إلى السّماء الدّنيا حين يبقى ثلث اللّيل الآخر فيقول: مَن يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له” أخرجه البخاري ومسلم. كما أنّ ليلة القدر ليلة يستجاب فيها الدعاء، يتحرّاها المؤمن في العشر الأواخر من رمضان، فيقومها ويذكر الله فيها، ويدعو سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، موقنًا بالإجابة غير مستعجل، مخلصًا له جلّ جلاله.