إنّ شهر رمضان فرصة للعابدين والذّاكرين والعاملين، والدعاء من أعظم العبادات الّتي يتقرّب بها الصّائم إلى الله تعالى فينال به خيري الدّنيا والآخرة، قال تعالى: ”وقال ربُّكم ادعوني أستَجِب لكم إنّ الّذين يَستكبرون عن عِبادي سيدخُلون جهنّم داخرين” غافر60، فمتى حقّق المؤمن شروط الدّعاء وآدابه فإنّ الله وعد بإجابته.. ”ومَن أصدق من الله حديثًا”، وقد ذكرنا بعضًا منها في الأيّام السّابقة، ولا بأس بذكر ما يُناسب منها المقام هذه الأيّام وهو شهر الصّيام وعبادة الصّيام والقيام. وقد شرعت صلاة التّراويح في شهر رمضان، قال صلّى الله عليه وسلّم: ”من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدّم من ذنبه” أخرجه البخاري ومسلم. وقد ورد في فضل قيام اللّيل وفي إجابة الدّعاء في الثلث الأخير منه أحاديث كثيرة، منها ما رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ”إنّ الله يبسط يده باللّيل ليتوب مسيء النّهار ويبسط يده بالنّهار ليتوب مسيء اللّيل حتّى تطلع الشّمس من مغربها” رواه احمد ومسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ”ينزل ربّنا تبارك وتعالى كلّ ليلة إلى السّماء الدّنيا حين يبقى ثلث اللّيل الأخير فيقول: مَن يدعوني فأستجب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له” أخرجه البخاري ومسلم. كما أنّ ليلة القدر ليلة يستجاب فيها الدعاء، يتحرّاها المؤمن في العشر الأواخر من رمضان، فيقومها ويذكر الله فيها، ويدعو سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنة وصفاته العُلى، موقِنًا بالإجابة غير مستعجل، مخلصًا له جلّ جلاله.