أعلنت جماعة “المرابطون” التي يتزعمها مختار بلمختار، تبنيها عملية تفجير السيارة المفخخة يوم 14 جويلية، ضد القوات الفرنسية في منطقة المسترات في شمال مالي. وقال تنظيم “المرابطون” إن هذه العملية جاءت “ردا على دعاية الفرنسيين بالقضاء على المجاهدين ونجاح عملية “سرفال” العسكرية”. ذكر المسؤول الإعلامي لجماعة “المرابطون” المدعو “أبو عاصم المهاجر”، في تسجيل صوتي، قالت وكالة الأخبار الموريتانية إنها حصلت عليه، أن “أحد أفراد جماعة المرابطين تمكّن من اقتحام تجمع للقوات الفرنسية (وصفها ب”الغازية”)، بواسطة سيارة مفخخة، وفجّرها فيها بنجاح”، وذلك في منطقة المسترات، شمال مالي. وأوضح أبو عاصم، حسب المصدر نفسه، أن الفرنسيين “حاولوا كالعادة التعتيم على العملية، والخسائر المترتبة عليها”، في إشارة إلى أن وزارة الدفاع الفرنسية لم تعلن عن حصيلة ضحاياها ولا عن العملية الانتحارية، مضيفا في هذا الصدد بأن الفرنسيين “يستغلون الوضع الإعلامي الهش في المنطقة، فلم يعلنوا في البداية إلا عن مقتل جندي واحد في منطقة المسترات، جاعلين ذلك بسبب حادث وقع في المنطقة”. ويذكر في هذا الصدد، أن الرئاسة الفرنسية قد أعلنت عن مقتل جندي فرنسي كان يشارك في “عملية استطلاع عسكرية في منطقة المسترات شمال مالي، ويدعى ديفيد نيكوليتش (45 عاما) والمنتمي إلى وحدة الهندسة الخارجية والذي لقي مصرعه في هجوم انتحاري استهدف عناصر من قوة فرنسية مدرعة”، مضيفة أن سبعة عسكريين أصيبوا بجروح في هذا الانفجار، ثلاثة منهم في حالة خطيرة. وأفاد المتحدث باسم جماعة “المرابطون”، وهي الجماعة التي ولدت بعد اندماج جماعة “التوحيد والجهاد” مع جماعة “الملثمين” التي يقودها مختار بلمختار، بأن حادثة المسترات لم تكن سوى عملية تفجير السيارة المفخخة، التي رأى المتحدث بأنها تأتي قبل انطلاقة عملية “برخان” التي أعلن عنها وزير الدفاع الفرنسي، جون إيفل ودريان، الأسبوع الفارط “لترقيع عملية “سرفال” التي أعلن عن نهايتها رسميا. واعتبر أبو عاصم المهاجر في شريط التسجيل الصوتي نفسه، أن عملية “سرفال” “كانت ضد الشعوب المسلمة في المنطقة، ولم تنجح إلا في إغراق المنطقة في دوامة من الحروب الأهلية، والنزاعات القبلية، وهي الأمور التي وضع لها حد أيام الحكم الإسلامي للمجاهدين في المنطقة”. ولم يذكر التنظيم في التسجيل اسم منفذ العملية الانتحارية ولم يكشف عن حصيلتها، مكتفيا بتكذيب الرواية المعلنة من قبل وزارة الدفاع الفرنسية، التي أعلنت عن مقتل جندي فرنسي برتبة ضابط صف وجرح 7 آخرين، إثر حادث، قبل أن تعود وتعلن أنه جاء إثر عملية انتحارية، وهو ما يرفع عدد الجنود الفرنسيين الذين قتلوا من بداية عملية “سرفال” إلى 9 عساكر منذ جانفي 2013، حسب الأرقام الفرنسية الرسمية. ويأتي تبني “المرابطون” للعملية الانتحارية ضد الجنود الفرنسيين تزامنا مع زيارة وزير الدفاع الفرنسي، أمس، إلى مالي، حيث سيزور منطقة “غاو” للترحم على ضابط الصف الفرنسي الذي اغتيل في تلك العملية يوم 14 جويلية المصادف للعيد الوطني الفرنسي. وبخصوص تبني مختار بلمختار للعملية، نقلت وكالة “فرانس بريس”، عن محيط وزير الدفاع الفرنسي، بأنه “لا يمكن تأكيد ذلك من قبل مصالحنا، لكنه من الواضح أنها طريقة معتمدة من قبل الإرهابيين”.