مقتل تاسع جندي فرنسي في هجوم انتحاري بمالي تتوجه أنظار العالم نحو الجزائر التي تحتضن اليوم اجتماعا مصيريا يهدف إلى إنهاء الأزمة في الجارة مالي، حيث ينتظر أن تجتمع حكومة باماكو بالأطراف المسلحة في مالي لمناقشة سبل إنهاء الأزمة وإعادة الاستقرار إلى البلاد بوساطة الجزائر التي تعول عليها جميع الأطراف لإنجاح العملية التي يتوقف عليها مستقبل دول الساحل بأكملها. وتحتضن الجزائر اليوم الاجتماع الإقليمي لإنهاء أزمة مالي والذي يمثل إطلاق المرحلة الأولى من الحوار الشامل ما بين الماليين، تشارك فيه الحكومة المالية ب 6 وزراء لوزارات سيادية، إلى جانب ممثلين عن الحركة العربية للأزواد والتنسيقية من أجل شعب الأزواد وتنسيقية الحركات والجبهات القومية للمقاومة، وبحضور دول غرب إفريقيا وممثلين عن الاتحاد الأوربي والإفريقي وهيئة الأممالمتحدة، وذلك للعمل على إيجاد أرضية للحوار بين الأطراف المالية من أجل إنهاء الأزمة وإعادة الاستقرار إلى البلاد، ومباشرة العمل سويا لمكافحة الإرهاب الذي توغل في شمال مالي والمنطقة ككل. وتقود الجزائر الوساطة في الحوار الشامل، بطلب من الرئيس المالي، الذي رأى بأنها الدولة الأنسب لما لها من مكانة بين الدول إلى جانب دورها الفعال في المنطقة، كما حاول الاستفادة من تجربتها في إنهاء الأزمة الأمنية التي عصفت بها بداية التسعينات، عندما حمل أبناؤها السلاح ودخلوا في حرب ضد الحكومة، قبل أن تقر الجزائر ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، الذي كان الحل الأنسب لإنهاء معاناة الشعب الجزائري، بعدما نجح في إقناع عديد العناصر المسلحة بترك السلاح والعودة إلى أحضان الوطن، وهو ما تهدف إليه مالي الآن، بعدما تمرد بعض أبنائها من الأزواد الذين شعروا بالعنصرية وبتهميش الحكومة لهم. ويأتي اجتماع الجزائر، في وقت تشهد فيه مالي مواجهات واشتباكات بين الفصائل المالية، وتعلن فيه فرنسا عن انتهاء عمليتها العسكرية سيرفال لتباشر عملية جديدة تحت مبرر مكافحة الإرهاب أطلقت عليها اسم "برخان"، إضافة إلى زيارة الوزير الفرنسي اليوم إلى مالي. وفي السياق، أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية أمس، عن مقتل جندي فرنسي في "هجوم انتحاري" على بعد حوالي مئة كيلومتر عن غاو. وقال البيان إن ديفيد نيكوليتش "45 عاما" المولود في صربيا ويحمل الجنسية الفرنسية كان ينتمي إلى وحدة الهندسة الخارجية، وكانت الرئاسة الفرنسية ذكرت أنه كان يشارك في "عملية استطلاع في منطقة المسترات" في إطار عملية سرفال التي أطلقت مطلع 2013 ضد الجهاديين الذين سيطروا على شمال مالي. وأضافت الوزارة أن "الهجوم الانتحاري" وقع في منطقة تبعد 100 كلم تقريبا شمال غاو، موضحة أنه استهدف عناصر من قوة فرنسية مدرعة يشاركون في عملية مراقبة في منطقة المسترات، وأوضحت أن سبعة عسكريين أصيبوا بجروح في الانفجار ثلاثة منهم في حالة حرجة بينما توفي أحدهم، وهو الجندي التاسع الذي قتل في مالي منذ التدخل الفرنسي هناك، إلا أنه أول من يقتل في هجوم انتحاري.