أولا: الحرب التي تقودها إسرائيل ضد غزة ليست صهيونية يهودية إسرائيلية خالصة، فقد مات في صفوف الجيش الإسرائيلي مواطنون أمريكان وعرب مسيحيون وغيرهم، وهذا يعني أن الجيش الإسرائيلي ليس يهوديا خالصا، ومعنى ذلك أننا لا نفهم كيف تطالب إسرائيل بدولة يهودية يدافع عنها جيش ليس يهوديا؟! وهل دخلت إسرائيل في مرحلة محاربة الفلسطينيين بالمرتزقة؟! هل هؤلاء المرتزقة هم من كانوا وراء سوء الأداء العسكري للجيش الإسرائيلي الذي قيل إنه لا يُقهر؟! ثانيا: الأيام الأولى للمعركة غير المتكافئة في غزة بيّنت أن غزة الصغيرة الموضوعة تحت الحصار منذ سنوات، يمكن أن تضع إسرائيل أيضا تحت الحصار! من خلال منع الطيران المدني من التحليق والهبوط في إسرائيل، وهذا عدل إلهي، فلتذق إسرائيل حكاية الحصار الذي تفرضه على غيرها دائما ولا تعيشه هي؟! ثالثا: اللافت في هذه الحرب أن جواسيس إسرائيل في غزة قد تعطلت فاعليتهم، فلم تستطع إسرائيل الوصول إلى منصات إطلاق الصواريخ، ولا حتى رجال المقاومة! وهذا معناه أن قيادات المقاومة التي كانت تقتلها إسرائيل بدقة متناهية بالطائرات والصواريخ الموجهة كانت تتم هذه العمليات بناء على معلومات يقدمها فلسطينيون من أمثال دحلان، ورجال فتح للإضرار بحماس، وحين سيطرت حماس على غزة اختفت هذه المظاهر! رابعا: الحرب ضيعت البوصلة لأربع جهات في المنطقة... ضاعت بوصلة أبومازن فلم يعرف على أي رجل يقف، مع شعبه في غزة أم مع الانتهازيين المحيطين به في فتح الذين يدفعونه إلى اتخاذ موقف مؤيد لإسرائيل لتصفيتها لحماس غزة! وهرول إلى الدوحة للقاء مشعل لأخذ منه المشعل وتسليمه للسيسي وإسرائيل؟! الجهة الثانية هي إسرائيل التي جاءت تدافع عن سقوط صواريخ في العراء، فنالت سقوط العديد من الجنود، قتلى وجرحى... ! وحين تعرف بأن إسرائيل فقدت 19 جنديا في 1967 حين احتلالها للقدس والضفة الغربية بكاملها، نعرف حجم الحرج الذي أصبح فيه جيش الدفاع الإسرائيلي وهو يفقد عشرات القتلى ومئات الجرحى! والجهة الثالثة التائهة في قضية غزة هي الولاياتالمتحدةالأمريكية.. لهذا هرول كيري وبانكيمون للإقامة في المنطقة لإنقاذ إسرائيل من هذه الورطة، فأصبحت أمريكا مع إسرائيل مع مصر يلهثون وراء وقف إطلاق النار. أما الجهة الرابعة المتضررة فهي (مصر السيسي)، فالسيسي ضاعت من قدمه الطريق، فهو في البداية شجع إسرائيل على تصفية حماس الإرهابية ثم الآن أصبح يقول: “إن مصر دعت إلى وقف إطلاق النار وجلوس الفرقاء بعد ذلك إلى طاولة المفاوضات حول المشاكل الأخرى! ما هذا الكلام يا سيسي؟ هل تغيّر موقف مصر من حماس وموقف إسرائيل، فأصبح بالإمكان التفاوض مع الإرهابيين (حماس)؟ ! أم أن مصر الشقيقة لم تفطن بعد من صدمة مرسي الذي أدت سياسته الرعناء إلى تقسيم الشعب المصري، لتقع مصر من جديد في صدمة السيسي الذي يريد تقسيم الشعب الفلسطيني إلى إرهابي حماسي وغير حماسي سلمي عباسي سيساوي يهادن ويستسلم لإسرائيل. أما جماعة الحكام العرب الآخرين، ومنهم الجزائر، فاكتفوا بالزغاريد على ما تقوم به إسرائيل ضد حماس والشعوب تبكي غزة.