دخلت تهدئة إنسانية من 12 ساعة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي حيز التنفيذ بعد الساعة الثامنة من صباح اليوم العشرين من العدوان على قطاع غزة، والذي أدى لاستشهاد ألف مدني وجرح 5840 شخص و187 ألف نازح. وتستهدف التهدئة خصوصا لإتاحة الفرصة أمام إخلاء جثث شهداء وإسعاف جرحى في مناطق القصف الإسرائيلي المكثف على أطراف القطاع الشرقية ضمن العدوان، فيما كثف العدو الصهيوني عدوانه قبيل دخول التهدئة الإنسانية حيز التنفيذ، فاستهدف بعشرات القذائف منازل المواطنين وأراضيهم بشكل عنيف. وتمكنت الطواقم الطبية صباح أمس من انتشال جثامين 88 شهيدا في كافة محافظات قطاع غزة، فيما لا تزال قوات الاحتلال تمنع الطواقم من دخول بلدة خزاعة شرق خان يونس لانتشال جثامين الشهداء، وناشد سكان خزاعة اللجنة الدولية للصليب الأحمر التدخل العاجل والفوري، والتنسيق للسماح الطواقم الطبية بالعبور للبلدة للتمكن من انتشال أقاربهم. وذكرت الطواقم الطبية أنها تمكنت من انتشال جثامين أكثر من 40 شهيدًا من حي الشجاعية والشعف شرق غزة، من بينهم الشهيد الصحفي عبد الرحمن أبو هين، فيما لا تزال عملية انتشال الشهداء في كافة المناطق متسارعة. وفي هذا السياق، قال الدكتور يوسف أبو الريش وكيل وزارة الصحة في تصريح ل ”الخبر”: ”استطاعت الطواقم الطبية العثور وانتشال 85 جثة حتى الآن، بينما بقي الكثير من الجثث تحت الأنقاض بحاجة إلى وقت حتى يتمكن الدفاع المدني، بمساعدة آليات البلدية من رافعات وجرافات، من انتشالها”. وكان قطاع غزة الذي ما زالت الآليات العسكرية الإسرائيلية تجثم على أرضه وخاصة على المحاور الرئيسة فيه، عند بلدة خزاعة وشرق رفح وعلى تخوم حي الشجاعية والتفاخ والزيتون والطائرات الحربية تحوم في سمائه، كان قد ساده منذ ساعات صباح أمس حالة من الترقب والهدوء المشوب بالحذر، خوفاً من عودة الطائرات إلى عمليات قصف كالتي لم تتوقف طوال الأيام الواحدة والعشرين الماضية. ورغم الإعلان عن تهدئة إنسانية، إلا أن أصوات عيارات نارية وانفجارات كانت تُسمع بين الحين والآخر في مناطق متفرقة من القطاع، لاسيما في بلدة خزاعة عندما استهدفت سيارات الإسعاف التي حاولت الدخول لإجلاء الجرحى والمصابين. وشن الطيران الحربي سلسلة غارات متفرقة على قطاع غزة استهدفت عددا من بيوت الفلسطينيين الآمنين، كما تعرض مستشفى بيت حانون لوابل من القذائف المدفعية، ما أسفر عن أضرار في طابق العناية المركزية.