تشهد الساحة الثقافة حالة من الجدل بسبب المناصب الشاغرة في الهيئات الثقافية الرسمية، وإمكانية شغور مناصب جديدة في ظل ”التغيير” الذي تقوم به وزيرة الثقافة نادية لعبيدي منذ توليها حقيبة الوزارة، حيث تعرف العديد من مديريات الثقافة شغورا على مستوى إدارتها، على غرار مديريات ثقافة ولاية جيجل، ومستغانم وحتى الجزائر العاصمة. كما ستؤدي التعليمة الحكومية الخاصة بإحالة الموظفين الذين يتجاوز سنهم الستين على التقاعد مع حلول شهر سبتمبر القادم إلى مغادرة أسماء أخرى تربعت على مناصب قيادية لمدة تربو عن العشر سنوات، فوفق تلك التعليمة يمكن الحديث عن العديد من المؤسسات الهامة في قطاع وزارة الثقافة، منها المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وفي علم الإنسان والتاريخ، كما تشير مصادر مطلعة إلى أن هناك إمكانية كبيرة لتنحية مدير المركز الوطني للسينما والسمعي البصري، مما سيخلق فراغا آخر في هذا القطاع الحساس. وتأتي التعليمة المقرر تطبيقها بشكل رسمي مع بداية الموسم الاجتماعي الجديد شهر سبتمبر، فيما لا يزال الغموض قائما حول أسماء مديرين اثنين من القطاعات الهامة الخاصة بالسينما. ويتعلق الأمر على وجه التحديد بالوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، التي لم يتم تحديد اسم المدير الجديد بعد إنهاء مهام المدير السابق مصطفى عريف، كذلك الأمر بالنسبة لمحافظ مهرجان وهران للفيلم العربي، حيث لا يزال مصير التظاهرة ”غامضا” في ظل الأخبار التي تشير إلى إنهاء مهام رئيسة المهرجان لمدة ثلاث سنوات ربيعة موساوي، بعد أن أخذت معظم التغييرات الأخيرة الهامة التي قامت بها الوزيرة صيغة ”إنهاء المهام”. وتعيدنا مسألة المناصب ”الشاغرة” إلى واقع المكتبة الوطنية بالحامة خلال عهد الوزيرة السابقة خليدة تومي، حيث ظل منصب مدير المكتبة الوطنية يثير حيرة كبار المسؤولين في وزارة الثقافة وعرف شغورا لمدة طويلة بعد تكليف الوزير الأسبق عز الدين ميهوبي برئاسة المجلس الأعلى للغة العربية، وهو ما ينطبق على منصب مدير قصر الثقافة مفدي زكريا بعد تكليف بلحاج سمية إدارة شؤون القصر، وذلك بعد تعيين المديرة السابقة للقصر مهاجية بوشنتوف على رأس المركز الثقافي الجزائري في باريس خلفا للمدير السابق محمد مولسهول المعروف أدبيا بياسمينة خضرة بعد ثماني سنوات من توليها للمنصب.